أحاديث نبوية مختارة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

فهذه جملة من الأحاديث من اختيارات شيخنا – رحمه الله – في أبواب مختلفة ، وقد تم جمعها في هذا السفر المبارك لينتفع بها من قرأها واطلع عليها

نسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسنات شيخنا وأن يرفع درجته في المهديين

ونسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها ومن قرأها وجميع المسلمين

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

 

*- من أذكار النوم

1- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوّضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت واجعلهن من آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة )) قال البراء : فرددتهن لأستذكرهن فقلت : آمنت برسولك الذي أرسلت . قال : (( قل : آمنت بنبيك الذي أرسلت )) .

*- من أدعية التحصن من الشيطان والعين

2- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما  ( يعني إبراهيم عليه السلام ) كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة )) .

*- من أدعية الخروج من البيت

3- أخرج الإمام الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له كُفـِيتَ ووقيت وتنحى عنه الشيطان )) . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

وفي رواية : (( ويقول الشيطان لشيطان آخر : كيف لك برجل كفي ووقي )) .

*- دعاء الكرب

4- أخرج الإمامان البخاري ومسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله ربُ السماوات وربُّ الأرض ورب العرش الكريم )) .

*- استجابة الدعاء في ساعة من يوم الجمعة

5- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (( إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه )) وقال بيده يقللها .

قلت : وقد ورد أنها في آخر ساعة فاغتنموا هذا الوقت بارك الله لنا ولكم .

*- دعاء كفارة المجلس

6- أخرج الترمذي وغيره بإسناد حسن وله شواهد حسان يرتقي بها إلى الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك )) قال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .

*- متى ينزل بأس الله بأهل الأرض

7- أخرج الإمام أحمد في المسند والحاكم في المستدرك بإسناد صحيح عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : (( إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله عز وجل بأسه بأهل الأرض وإن كان فيهم صالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يرجعون إلى رحمة الله )) وله شاهد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها .

فأوصيكم ونفسي بصلاح النية والعمل لعل الله يدخلنا في رحمته إن نزل بالناس بلاء بسبب سوء أعمالهم ، اللهم أجرنا من عذابك .

*- فضل صلاة الفجر في جماعة

8- أخرج الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في المسند والإمام الترمذي في الجامع – رحمهم الله جميعاً – عن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم )) وقد بوب عليه الأئمة باب : من صلى الفجر في جماعة ، أي أن هذا الفضل لمن صلى الفجر في جماعة .

*- من الأذكار العظيمة

9- أخرج الإمام أحمد والنسائي في اليوم والليلة وابن حبان والحاكم وابن حجر في النتائج من طرق وبألفاظ باختلافات يسيرة عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ به وهو يحرك شفتيه فقال : (( ماذا تقول يا أبا أمامة ؟ )) قال : أذكر ربي . قال : (( أفلا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل ؟ تقول : سبحان الله عدد ما خلق الله ، وسبحان الله ملءَ ما خلق الله ، وسبحان الله عدد ما في الأرض وما في السماء ، وسبحان الله ملءَ ما في الأرض وما في السماء ، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابُه ، وسبحان الله ملءَ ما أحصى كتابه ، وسبحان الله عدد كلِّ شيء ، وسبحان الله ملءَ كلِّ شيء ، وتقول الحمد لله مثلَ ذلك )) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : هذا حديث حسن وحسنه الألباني – رحمه الله .

*- المؤمنون كالجسد الواحد

10- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) .

وفي رواية عند مسلم : (( المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كلُّه وإن اشتكى رأسُه اشتكى كُلُّه )) .

*- محبة الخير لأخيك المسلم

11- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .

وفي رواية لمسلم : (( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره – أو قال : لأخيه – ما يحب لنفسه )) .

*- خطر الحلف على مال المسلم بغير حق

12- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقّه لقي الله وهو عليه غضبان )) قال عبد الله : ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله : {إنّ الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم } .

*- خطورة موت العلماء

13- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن عروة بن الزبير قال : سمعت عبدالله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم يقولا : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) .

*- خصال يجب الحذر منها

14- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ليس من رجل ادَّعى لغير أبيه وهو يعلم إلا كفر ومن ادَّعى ما ليس له فليس منا وليتبوّأ مقعده من النار ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال : عدوّ الله وليس كذلك إلا حار عليه )) .

*- خصال يجب الحذر منها

15- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن ثابت بن الضّحاك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس على رجل نذر فيما لا يملك ، ولعن المؤمن كقتله ، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة ، ومن ادَّعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قِلَّة ، ومن حلف على يمين صَبْر فاجرة )) . وفي رواية لهما : (( ومن حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال )) . وزاد البخاري : (( ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله )) .

*- المستريح والمستراح منه

16- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أبي قتادة ابن ربعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال : (( مُستريحٌ ومُستراح منه )) قالوا : يا رسول الله ما المُستريح والمستراح منه ؟ فقال : (( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب )) .

*- ما يفعل المسلم عندما يرى ما يجب أو يرى ما يكره في نومه

17- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره )) .

وزاد مسلم : (( وليتحول عن جنبه الذي كان عليه )) .

*- خطر الكبر

18- أخرج الإمام مسلم – رحمه الله – في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة . قال : (( إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحقّ وغمط الناس )) .

قلت : بطر الحق : رده وجحده ترفعاً واستكباراً ، وغمط الناس : أي احتقارهم ، وهما متلازمان نعوذ بالله من أسباب سخطه .

*- أهون الناس عذاباً يوم القيامة

19- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لَرَجُلٌ توضع في أخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يغلي منها دِمَاغُه )) فاللهم أجرنا من النار .

*- فضل الخوف من الله

20- أخرج الإمام ابن حبان – رحمه الله – في صحيحه بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه جلّ وعلا قال : (( وعزّتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمّنْتُهُ يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخَفْتُهُ يوم القيامة )) . وقد رواه الإمام ابن المبارك – رحمه الله – في الزهد مرسلاً بإسناد صحيح ، فالحديث صحيح

فاللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا وأمّنّا يوم القيامة من أهوالها وأفزاعها برحمتك وأنت أرحم الراحمين ولا حول ولا قوة إلا بالله .

*- من الأدعية التي تقال في الصلاة على الميت

21- أخرج الإمام مسلم – رحمه الله – في الصحيح عن جُبير ابن نُفَيْر قال : سمعت عوف ابن مالك يقول : صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فَحَفِظْتُ من دعائه وهو يقول : (( اللهم اغْفِرْ له وارْحَمْه وعافِه واعف عنه وأكرم نُزُله ووسع مُدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونَقِّه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار )) قال : حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت .

*- خطر قطيعة الرحم

22- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بِحَقْوِ الرحمن فقال لها : مَهْ ؟ قالت : هذا مَقَامُ العائذ بك من القطيعة . قال : ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى يا ربِّ . قال : فذاك )) قال أبو هريرة : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( واقرؤوا إن شئتم : { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتُقطِّعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } .

*- ماذا يكبر مع ابن آدم ؟

23- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يَكْبَرُ ابن آدم ويَكْبَرُ معه اثنان حُبُّ المال وطول العُمُر )) هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم : (( يهرم ابن آدم وَتَشِبُّ منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر )) .

*- أهمية التحلل والتخلص من المظالم في الدنيا قبل الآخرة

24- أخرج الإمام البخاري – رحمه الله – في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان له مظلمة )) وفي رواية : (( من كانت عنده مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )) .

*- خطر الإحداث والتبديل في دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

25- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها وجدها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم وسيؤخذ ناس دوني فأقول : يا ربّ منّي ومن أمّتي . فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك والله ما بَرِحُوا على أعقابهم )) .

وفي حديث أنس أيضاً في الصحيحين فيقول : (( لا تدري ما أحدثوا بعدك )) فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .

*- سيد الاستغفار

26- أخرج البخاري وغيره عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أعوذ بك من شر ما صنعت ، إذا قال ذلك حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة وإذا قال حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة )) .

*- من كريم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

27- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أم المؤمنين أم عـبد الله عائـشة الصديـقة بـنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها وجدها وأمها أنها قالت : (( ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تُنْتهك حُرمة الله فينتقم لله بها )) .

وفي رواية لمسلم : قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نِيل منه شيءٌ قط فينتقم من صاحبه إلا أن يُنتهك شيءٌ من محارم الله فينتقم لله عزّ وجلّ )) .

*- أحق الناس بحسن الصحبة

28- أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم – رحمهما الله – في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحقّ الناس بِحُسن صحابتي ؟ قال : (( أمّك )) قال : ثم من ؟ قال : (( ثم أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( ثم أمك )) قال : ثم من ؟ قال : (( ثم أبوك )) . وأخرجا أيضا من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ……… )) الحديث  .

*- من فضائل السنن الرواتب

29- أخرج الإمام مسلم في الصحيح والإمام أحمد في المسند وغيرهما عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً في الجنة )) . زاد في رواية : (( ركعتين قبل الفجر وأربع قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء )) .

*- المبادرة بالأعمال الصالحة والمسارعة إليها

30- أخرج الإمام مسلم – رحمه الله – في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا )) .

31- ذكر لنا شيخنا حفظه الله في رحلة ( بمنتزه الهيجاء ) حديثاً عظيماً في يوم الأحد الموافق 5/9/1434هـ :

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : احْتُبِسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ ، فَخَرَجَ سَرِيعاً فَثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَجَوَّزَ فِي صَلاَتِهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ فقَالَ لَنَا : ((  عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ )) . ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ : (( أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الْغَدَاةَ ، إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي ، فَنَعَسْتُ فِي صَلاَتِي فاسْتَثْقَلْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّ قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِى . قَالَهَا ثَلاَثاً .

قَالَ : فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيءٍ وَعَرَفْتُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّ ، قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ : فِي الْكَفَّارَاتِ ، قَالَ : مَا هُنَّ ؟ قُلْتُ : مَشْىُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ . قَالَ : ثم فِيمَ ؟ قُلْتُ : إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَلِينُ الْكَلاَمِ ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ .

قَالَ : سَلْ قل : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ ، أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ ))  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((  إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا )) .

أخرجه الإمام الترمذي وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يعني شيخه البخاري – عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

 

 

 

 

 

 

32- إليكم   حديث   معاذ  رضي الله عنه   برواية   أحمد  رحمه  الله    في   مسنده[1]   : أخرج  الإمام  أحمد  في ( المسند )  عن  مالك  بن  يخامر    أن  معاذ  بن  جبل  قال :  احتبس  علينا  رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  ذات  غداة  عن  صلاة  الصبح  حتى  كدنا  نتراءى  قرن  الشمس   فخرج  رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  سريعًا  فثوب   بالصلاة  وصلى  وتجوز  في  صلاته  فلما  سلم  قال : (( كما  أنتم  على  مصافكم  )) ثم  أقبل  إلينا  فقال : (( إني  سأحدثكم  ما حبسني   عنكم  الغداة  إني  قمت  من  الليل  فصليت  ما قُد ر لي   فنعست  في  صلاتي  حتى  استيقظت  فإذا  أنا  بربى  عز  وجل  في  أحسن  صورة  فقال : يا محمد  أتدري  فيم  يختصم  الملأ  الأعلى؟  قلت :  لا أدري  يا رب  . قال : يا محمد  فيم  يختصم  الملأ الأعلى ؟  قلت : لا أدري  رب  . فرأيته  وضع  كفه بين  كتفي  حتى  وجدت  برد أنامله  بين  صدري   فتجلى  لي كل  شيء  وعرفت  فقال : يا محمد فيم  يختصم  الملأ الأعلى ؟ قلت  : في  الكفارات .  قال : وما الكفارات ؟   قلت : نقل الأقدام  إلى  الجماعات  وجلوس  في  المساجد  بعد الصلوات  وإسباغ  الوضوء  عند الكريهات .

 قال : وما الدرجات ؟  قلت : إطعام  الطعام  ولين  الكلام   والصلاة  والناس  نيام . قال :  سل قل : اللهم  إني  أسألك  فعل  الخيرات  وترك  المنكرات  وحب المساكين   وأن  تغفر  لي وترحمني  وإذا  أردت  فتنة  في قوم  فتوفني  غير  مفتون وأسألك  حبك   وحب  من يحبك وحب  عمل  يقربني  إلى حبك  )) .

وقال  رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  :  ((إنها  حق  فادرسوها  وتعلموها  ))

وأخرجه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح و سألت محمد بن إسماعيل –  يعني: البخاري – عن هذا الحديث فقال : هذا  حديث  حسن  صحيح .

 

33- ذكر لنا شيخنا رحمه الله هذه الفائدة في يوم الجمعة 17/9/1434هـ :

عن معاذ رضي الله عنه قال : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال : (( لا تشرك بالله وإن قتلت وحرقت ، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ، ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة ، وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل ، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس ، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت ، وأنفق على عيالك من طولك ، ولا ترفع عنهم عصاك أدباً ، وأخفهم في الله )) . أخرجه الإمام أحمد .

34-  وذكر لنا شيخنا رحمه الله – في صيف عام 1434هـ هذا الحديث :

عن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت له : ما تصنع بهذه الآية ؟ فقال : أية آية ؟ قلت : قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } فقال : والله لقد سألت عنها خبيراً ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال : (( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً ، وهوى متبعاً ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ، ودع العوام ، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين يعملون مثل عملكم )) .

وفي رواية : قالوا أجر خمسين رجلاً منا أو منهم ؟ قال : (( بل أجر خمسين رجلاً منكم )) رواه البخاري في كتاب : خلق أفعال العباد ، وأبو داوود ، والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه .

35- ومن فوائد شيخنا رحمه الله في صيف 1434هـ

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكروا الفتنة أو ذكرت له فقال : (( إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم ، وخفت أماناتهم ، وكانوا هكذا )) وشبك بين أصابعه ، قال : فقمت إليه فقلت له كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك ؟ قال : (( الزم بيتك ، وأملك عليك لسانك ، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر ، وعليك بأمر خاصة نفسك ، ودع عنك أمر العامة )) أخرجه أحمد وهذا لفظه وأبو داود وغيرهما .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- يوم 2 شعبان 1438هـ .