تحميل PDF


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين                                                                                            وبعد

فيقول النبي ﷺ : (( الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر )) أخرجه الطبراني في المعجم  الأوسط عن أبي هريرة t ، وهو في صحيح الجامع برقم (3870) وحسنه شيخنا – رحمه الله – في صحيح الترغيب .

ويقول النبي ﷺ : (( استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) أخرجه أحمد وغيره عن ثوبان t . وابن ماجة والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما . والطبراني عن سلمة بن الأكوع t  وهو في صحيح الجامع برقم (952) .  

قول النبي ﷺ : (( الصلاة خير موضوع )) حديث من جوامع الكلم يدل على عظيم فضل الصلاة .

فإذا تأمل العبد  في قول  النبي  ﷺ : (( الصلاة  خير موضوع )) وتأمل في فوائد الصلاة وفضائلها وما يحصل للعبد بسبب هذه العبادة العظيمة ينبهر العقل من كثرة فوائدها وخيراتها وما فيها من أبواب الخير المختلفة في الدنيا والآخرة .

وأول وأعظم شرط من شروط الصلاة الطهارة ، فلنتأمل ما يحصل للعبد بسبب الوضوء

فرض الله تعالى الوضوء على العباد ليطهرهم به ويزكيهم وجعله أعظم شروط الصلاة فلا تتم الصلاة ولا تقبل عند الله إلا به ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[1] .

قال بعض العلماء أن هذه الآية اشتملت على ألف فائدة ، ونحن لن نتكلم عن الأحكام ولكن لنتأمل في الفضائل وأبواب الخير التي دلت عليها هذه الآية ولنأتي بالنص الصريح وهو قول الله عز وجل :{ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ففرض الله تعالى الوضوء للصلاة من أجل أن يطهرنا ومعلوم أن الوضوء غسلٌ للأطراف وتطهيرٌ لها ولكن المقصود من غسل الأطراف – إضافة إلى أنه تطهير للظاهر – فهو أيضاً تطهيرٌ للباطن وذلك من ناحيتين :

الناحية الأولى : أن الإنسان إذا استجاب لأمر الله عز وجل فيما أمره به أن ذلك يؤدي إلى طهارة قلبه ، فالمتوضئ عندما يستحضر أنه يأتمر بأمر الله طاعة لله وتعبداً له واقتداءً برسول الله ﷺ الذي علّم أمته الوضوء بهذه الكيفية ؛ فإن هذا يؤدي إلى طهارة القلب ونقائه من الدغل والريب والشك والنفاق والرياء والسمعة وجميع هذه آفات خطيرة وأمراض نجسة بل هي النجاسة الحقيقية .

وهذا الذي امتن الله به علينا كما قال تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي تشكروا الله على عظيم فضله وإحسانه بأن أمركم بما يطهركم باطناً وظاهراً ، فهل نحن نستحضر هذا المعنى عندما نتوضأ ؟

وليس هذا الحديث  الوحيد  فقط  فكذلك  قول  النبي ﷺ  في  الحديث  الصحيح  : (( الطهور شطر الإيمان )) المراد بالإيمان في هذا الحديث : الصلاة ، أي أن الطهور شطر الصلاة .

ويدل على هذا القرآن ، قال الله عز وجل : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }[2] أي صلاتكم إلى بيت المقدس .

قول النبي ﷺ : (( شطر الإيمان )) الشطر هنا ليس بمعنى النصف ، بل معناه جزء مهم من الصلاة ، والنبي ﷺ أخبر أن صلاة العبد لا تقبل إلا بالوضوء قال ﷺ : (( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ )) .

فهذا الوضوء تطهير للجوارح التي أمرنا الله تعالى بغسلها ظاهراً وباطناً .

والناحية الثانية : أن هذه الجوارح أبواب إلى القلب فكل عمل ترتكبه الجوارح ينعكس على القلب ، فإن كان عملاً صالحاً أصلح القلب وإن كان عملاً فاسداً أفسد القلب .

وقول النبي ﷺ : (( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) فهذا يدل على أمرين :

أن القلب إذا صلح صلحت الجوارح .

وأن الجوارح إذا كانت صالحة فإن هذا يدل على صلاح القلب .

فهما متلازمتان  فلا يمكن أن يكون القلب صالح والجوارح فاسدة ولا يمكن أن تكون الجوارح صالحة والقلب فاسد .

فالجوارح مغذية للقلب ؛ لأن القلب في داخل البدن ونوافذه التي يطلع منها على الخارج هي الجوارح فيطلع عن طريق السمع والبصر ولذلك ربط الله عز وجل بين هذه الثلاث بالذات فقال تعالى : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[3] .  

لأن هذه الثلاث متلازمة فالبصر والسمع نافذتا القلب واللسان أدهى من ذلك وأمر أو أصلح من ذلك وأكبر فإذا كان اللسان نظيفاً دل ذلك على نظافة القلب وإن كان قذراً دل ذلك على قذارة القلب ونجاسته .

فإذا كانت هذه فائدة الطهارة في الدنيا فإن لها فوائد في الآخرة :

الأولى : عندما يبعث الله الأولين والآخرين فإن لأمة محمد ﷺ علامة ليست لغيرها من الأمم وهي بياض مواضع الوضوء التي أمر الله بتطهيرها للصلاة فكانت سيما لهذه الأمة .

فمن كانت عليه هذه العلامة شرب من حوض النبي ﷺ ومن لم يأتي بها فإنه يطرد ويرد عن الحوض .

فيا حسرة من ترك الصلاة كيف يأتي يوم القيامة ؟

الثانية : إذا دخلوا الجنة يحلون أساور من ذهب فتكون حلية المؤمن على قدر وضوءه يقول النبي ﷺ : (( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )) فمن حرم الحلية حرم الدخول إلى الجنة . ولذلك كان أبو هريرة t يغسل يديه حتى يبلغ الآباط ويغسل قدميه حتى يصل إلى ركبتيه ، ولما سئل عن ذلك قال : إني سمعت خليلي ﷺ يقول : (( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )) فكان يتأول هذا الحديث . 

ومن فضائل الوضوء أيضاً أنه تطهير معنوي ، فإن الإنسان يخطئ بجوارحه في الليل والنهار كما في الحديث القدسي : (( … يا عبادي : إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم … )) .

وكما قال النبي ﷺ : (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )) فلو تركنا الله تعالى وخطايانا لهلكنا ، فمن رحمة الله تعالى أن شرع لنا وفرض علينا أموراً تطهرنا من الخطايا ومنها :

– الوضوء ، فقد أخبر النبي ﷺ كما في حديث عبدالله الصنابحي t عن النبي r قال :   (( إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته له نافلة )) أخرجه الإمام مالك برقم (64) والنسائي برقم (103) وابن ماجة برقم (282) والإمام أحمد (4/349 – الطبعة القديمة) والصنابحي مختلف في صحبته ولكن الحديث صحيح .

ولابد  من   أمرين   حتى   يحصل   هذا الأجر   والثواب :

– الأمر الأول : أن  يستحضر  العبد  أنه  يؤدي   هذه العبادة   طاعة   لله عز وجل

– والأمر الثاني  :  أن   يتوضأ   كما   توضأ   رسول   الله   ﷺ   لأن   النبي   ﷺ   قيد   ذلك   بقوله   عليه   الصلاة   والسلام   : (( …   من توضأ   نحو   وضوئي   هذا   … )) أو   ((   مثل   وضوئي   هذا ))  .

 وهنا   تأتي   فائدة   بيان   الأحكام   – وبعض  الناس   لا   يريدون   معرفة الأحكام   –   فالوضوء   منه   مالا   يصح الوضوء   إلا   به   ومنه   ما   نقصه   سبب   للعذاب   ومنه   ما   هو   أجر وفضيلة   وثواب   .

ومعنى   قول   النبي   ﷺ    : ((   ثم   كان   مشيه    إلى   المسجد   وصلاته   له   نافلة   ))   أي :   أن   أجر    صلاته   مدخر   لا   ينتقص   منه   شيئاً بمعنى   أنه   إذا  وقف  العبد   للحقوق   يوم  القيامة   وأعطي   أهل   الحقوق   والمظالم ونفذت   حسنات  العبد   ولم  يبق   إلا  ما  استثناه  الله   .

فإن   أجر   هذه   الصلاة  بهذا  الوضوء   الذي   تحققت   فيه   المعاني  المذكورة   لا  يؤخذ   منها   لأهل  الحقوق  ولكن  الله  بفضله   ورحمته .

يكافئ  أهل  الحقوق   من  فضله  ويدخر  أجر   هذه   الصلاة    وبقية   الأعمال   التي   استثناه  الرب  الكريم  لصاحبها   ولا  ينتقص  من  أجرها   شيء    .

  – ومن   فضائل   الوضوء   :

 ما   أخبر   به  النبي  ﷺ  بقوله  : ((   ألا   أدلكم   على  ما  يمحو   الله   به   الخطايا   ويرفع   به  الدرجات  ؟ )) قالوا   :   بلى  يا  رسول الله  قال  : ((  إسباغ   الوضوء   على   المكاره   وكثرة   الخطا   إلى   المساجد    وانتظار   الصلاة   بعد   الصلاة   فذلكم   الرباط    ))  

ومعنى   الرباط   أي :  العمل   الذي   يجري   ثوابه   إلى   قيام   الساعة   لا   ينقطع

ولذلك  جعل   الله   من   الرباط   ملازمة   ثغور   الإسلام   التي   يخشى   أن   يأتي   منها   العدو   فإذا   رابط   الإنسان   مخلصاً   لله تعالى   ومات    في   الرباط   فإن   أجره   يستمر   إلى   قيام   الساعة   لا   ينقطع .

 وقد   كان   الناس   في   أيام   الإسلام   الأولى   يتقربون   إلى   الله    بهذا    العمل   البار   .

وعندما   تقرأ   في    تراجم   بعض   العلماء   والأخيار   تجد   عبارة   : وقد   مات   مرابطاً   في   ثغر   كذا .

 وقد   يسر   الله   على   العباد   وجعل   لهم   رباط   وهم   في   منازلهم   وبين   أهليهم   كما   في   الحديث   السابق  .

– ومعنى   : ((   إسباغ   الوضوء   على   المكاره   )) : أي  : إكمال   الوضوء   وإتمامه   كما   أمر   الله تعالى   ولو   كان   الماء   بارداً   في   أيام    اشتداد   البرد   أو   حاراً   في   شدة   الحر .   

وأيضاً   لو   كان   بالإنسان   آلام   لا   تؤدي    إلى   ضرر    بليغ    يؤدي   إلى   تلف   الإنسان   ولكن    آلام   فيتحملها    من   أجل   الله   عز وجل    فهو   يسبغ   الوضوء   ويتمه   في    كل   تلك   الأحوال   رجاء   ما   وعد   الله   على   ذلك   من    الأجور   العظيمة   .

– ((   وكثرة   الخطى   إلى   المساجد   ))   فبكل    خطوة   يخطوها   الإنسان   يرفع   له   بها   درجة  ،  أخرجه  مسلم في  صحيحه من حديث  جابر  بن عبدالله  رضي  الله  عنهما .

– (( ويحط   عنه   بها   خطيئة  ))  كما  في  حديث  أبي  هريرة   t أخرجه  مسلم  في  الصحيح   وابن  شاهين  في  الترغيب   واللفظ  له .

وفي   حديث   آخر   قال   : ((   يكتب   لك   بها   عشر   حسنات   ))

أخرجه  أحمد  من  حديث  عقبة  بن عامر وفي   مثل   صلاة   الجمعة   : ((   يكتب   الله   لك بها   أجر   سنة   كاملة   بكل   خطوة   ))  أخرجه   الإمام  الترمذي  في  سننه وصححه   شيخنا  الألباني  في  صحيح  الترمذي   .

– ((   وانتظار   الصلاة   بعد   الصلاة   )) أخرجه  الترمذي  من  حديث  ابن  عباس  رضي  الله  عنهما 

 أي   يصلي   الفجر   في   المسجد   فيجلس   فيه   لا   يجلسه   إلا   انتظاره   لصلاة   الظهر   وهكذا    هذا   وجه .

والوجه   الآخر   أنه    يخرج    لمصالحه   ومنافعه   ولكن   قلبه   معلق   بالصلاة   فينتظرها   بفارغ   الصبر   لا   يشغله   طلب   الرزق   والمعاش   ولا   الأهل   عن   الصلاة   إذا   حان   وقتها  .

–   ومن   فضائل   الوضوء   أن   من   توضأ   مثل   وضوء   النبي   ﷺ   فتحت   له   أبواب   الجنة   الثمانية   يدخل   من   أيها   شاء   فعن   عمر   بن   الخطاب   رضي  الله  عنه   قال   :   قال   رسول   الله   ﷺ   : ((   مَا   مِنْكُمْ   مِنْ   أَحَدٍ   يَتَوَضَّأُ   فَيُسْبِغُ   الْوُضُوءَ   ثُمَّ   يَقُولُ   :  أَشْهَدُ   أَنْ   لاَ   إِلَهَ   إِلاَّ   اللهُ   وَحْدَهُ   لاَ   شَرِيكَ   لَهُ   وَأَشْهَدُ   أَنَّ   مُـحَمَّداً   عَبْدُهُ   وَرَسُولُهُ   إِلاَّ   فُـتِـحَتْ   لَهُ   أَبْـوَابُ   الْـجَنَّةِ   الثَّمَـانِيَـةُ   يَدْخُـلُ   مِنْ   أَيِّهَا   شَاءَ   ))   

–  ومن   فضائل   الوضوء   أن   تجديد   الوضوء   وإحداث   الصلاة   بعده   سبب   في   دخول    الجنة   بل   ومسابقة   النبي   ﷺ   فيها   كما   في   حديث   أبي   هريرة   t   أن   النبي   e   قال   لبلال   عند   صلاة   الفجر   : ((   يا   بلال   حدثني   بأرجى   عمل   عملته   في   الإسلام   فإني   سمعت   دَفَّ   نعليك   بين   يدي   في   الجنة   ))  قال  :   ما   عملت   عملاً   أرجى   عندي   أني   لم   أتطهر   طهوراً   في   ساعة   ليل   أو   نهار    إلا   صليت   بذلك   الطهور   ما   كتب   لي   أن   أصلي   .   قال   أبو عبد الله   :   دَفَّ   نعليك    يعني   تحريك )) أخرجه  الإمام  البخاري  في  صحيحه 

وفي   رواية   عند   ابن   خزيمة   قال   ﷺ  :   ((   بم   سبقتني   إلى   الجنة ؟   ))

– وأخيراً  الوضوء   حصانة   للمؤمن   المتوضئ   وحماية   له   لأن   المتوضئ   تحفه   الملائكة   ولا   تبتعد   عنه   إلا   إذا   تضمخ   بطيب   أو   كان   على جنابة   أو   كان   سكراناً   والعياذ بالله  ، كما  في  حديث ابن عباس رضي  الله عنهما  الذي  أخرجه  الإمام  البخاري  في  التاريخ  الكبير وصححه  شيخنا  في  الترغيب  .

والمقصود  بالملائكة   في  هذا  الحديث  ملائكة   الرحمة   والذين  ينزلون  بالبركة  لأن   الحفظة  لا  يفارقونه   ولو  كان   متضمخا   بما  ذكر  .

والملائكة   أصناف  ولكل  منهم  عمله  الذي  وكل  به ، ولذلك   أمر   النبي   ﷺ   العبد   إذا   أراد   أن    ينام   أن   ينام   على   وضوء   وطهارة   فإذا   نام   على   طهارة   دخل   الملك   في   ثيابه   ونام   معه   وكلما   انقلب   استغفر   له   وقال  : ((   إنه   بات   طاهراً   )) روي   عن  ابن  عمر  وابن  عباس  رضي  الله  عنهما   بأسانيد   ضعيفة  ولكن   حسنها   شيخنا  بمجموع  الطرق    .

وغالباً  أن  من  نام  على  طهارة  لا  يتخبطه  الشيطان  فلا  يرى  ما  يزعجه .

وإذا   كان   على   جنابة   كان   الملك   أبعد   ما   يكون  عنه  ولذلك   عندما   سئل   النبي   ﷺ   أينام   أحدنا   وهو   جنب   قال   : ((   نعم   إذا   توضأ   ))   لأن   الوضوء   يخفف  الجنابة  .

وأما   قول   العوام   : [ الوضوء سلاح المؤمن ]

فليس   بحديث   ولكن   فيه   معنى   صحيح   وهو   أن   الإنسان   كلما   كان   متوضئا   كان   الشيطان   بعيداً   عنه   والملائكة   قريبة   منه   لأن   الملائكة   قوم   أطهار   يحبون   الطهارة   ويكرهون   الحدث    والخبائث 

وإذا  رأى  المسلم في  منامه  ما  يزعجه  فإن  من  المشروع   له  أن  يتعوذ   بالله  من    الشيطان  وينفث عن  يساره  ويتحول  عن  جنبه الذي كان عليه  فإن قام   وتوضأ   وصلى  ركعتين  فإنها  لا  تضره  .

ومن  ضمن   كنوز   قوله   ﷺ  :  ((   الصلاة   خير موضوع   … ))

أن   هذا   الأسلوب   والتركيب   يدل   على   أن   الخير   في   هذه   العبادة   غير   محدود   فيصعب   حـصر   الخير   الذي   في   هذه   العبادة   العظيمة  :

١-  الصلاة   عهد   بين   العبد   وربه   ومعلوم   أن    الله   عز وجل   لا   يخلف   الوعد  ولا   ينقض   العهد     فإذا   صلى   العبد   واستوفى  شروطها   وأركانها   وواجباتها   الباطنة   والظاهرة   ، فإن   العهد   بينه   وبين   الله   قائم   لأنه   لا   ينقطع   إلا   من   قبل   العبد  

ويدل   على   هذا   قول   النبي   ﷺ   : ((   العهد   الذي   بيننا   وبينهم   الصلاة   فمن   تركها   فقد   كفر   ))   فإذا   ترك   العبد   الصلاة   فإنه   يجني   على   نفسه .

ويقول   الله عز وجل   عن   المجرمين   :{  وَنَسُوقُ   الْمُجْرِمِينَ   إِلَى   جَهَنَّمَ   وِرْداً   *    لا   يَمْلِكُونَ   الشَّفَاعَةَ   إِلَّا   مَنِ   اتَّخَذَ   عِنْدَ   الرَّحْمَنِ   عَهْداً  } [4] .

 ما  هو   العهد   الذي   يتخذه   العبد   عند   الله تعالى   ؟

أعظم هذه العهود وأوثقها بعد التوحيد  الصلاة  بدلالة  قول النبي e : ((  العهد   الذي   بيننا   وبينهم   الصلاة   فمن   تركها   فقد   كفر   )) أخرجه   أحمد  والترمذي  والنسائي   بإسناد  صحيح  من  حديث  بريدة   t .

فإذا   صلى   العبد   وفّى   بالعهد   وإذا   مات   وهو   مُصل   فهو   على   خير   فلا   يساق   مع    المجرمين   إلى   جهنم    والعياذ بالله  .

 وأيضاً   يقول   النبي   ﷺ :   ((   إن    بين   الرجل   وبين   الـشرك   والكفر   ترك   الصلاة   )) أخرجه   مسلم   من  حديث  جابر  t .

ومعنى  ذلك أن الذي  يموت  وهو  تارك  للصلاة  فهو مشرك ومعلوم  أن النبي   ﷺ   له  شفاعة  وشفاعته  لمن  مات   من   أمته  لا   يشرك   بالله   شيئاً .

 فاتضح  بالآية  الكريمة  والأحاديث  الشريفة  أن  العهد  الذي   يفقده  المجرمون   الذين   يساقون   إلى   جهنم   وردا  بعد  التوحيد   هو   الصلاة  .

 وقوله   عز   وجل   : {   لا   يَمْلِكُونَ   الشَّفَاعَةَ }   يدخل   في   ذلك   شفاعة   النبي   ﷺ  والنبي   ﷺ   يقول   عن   شفاعته   : ((   فهي    نائلة    من   مات  من   أمتي  لا  يـشرك   بالله   شيئاً   ))  مع   قوله   ﷺ   :   ((   إن   بين   الرجل   وبين   الشرك   والكفر   ترك    الصلاة   ))  .

معنى   ذلك   أنه   إذا   ترك   الصلاة   فقد   أشرك   وقوله   ﷺ   :   ((   فهي   نائلة   من   مات   من   أمتي   لا   يشرك   بالله   شيئاً   ))   هذا   يعني   أن   تارك   الصلاة   لا   يدخل   في   الشفاعة   ويدل   على    هذا   قول   الله   عز   وجل  :  {   لا   يَمْلِكُونَ   الشَّفَاعَةَ   إِلَّا   مَنِ   اتَّخَذَ   عِنْدَ  الرَّحْمَنِ   عَهْداً } .

فتوافق   الوارد   عن   الله عز وجل   وعن   رسوله ﷺ   وأن   تارك   الصلاة   لا   يدخل   في   شفاعة   الشافعين   قال   الله   عز وجل   : {   مَا   سَلَكَكُمْ  فِي   سَقَرَ   *   قَالُوا   لَمْ   نَكُ   مِنَ   الْمُصَلِّينَ   *   وَلَمْ   نَكُ   نُطْعِمُ   الْمِسْكِينَ   *   وَكُنَّا   نَخُوضُ    مَعَ    الْخَائِضِينَ    *   وَكُنَّا   نُكَذِّبُ   بِيَوْمِ   الدِّينِ   *   حَتَّى   أَتَانَا   الْيَقِينُ   *   فَمَا   تَنْفَعُهُمْ   شَفَاعَةُ   الشَّافِعِينَ  } [5] .

فتارك   الصلاة   هو   الذي   جنى   على   نفسه   وقطع   العهد   بينه   وبين   الله   فاستحق   أن   يساق   مع   المجرمين   ولا   تناله   شفاعة   الشافعين   وأن   يكون   في   سقر  .

وسقر من أسفل دركات النار  لا يصلها  الموحدون  بل  هي  للمشركين الكافرين   وبالمقابل فإن  إقامة  الصلاة  إيمان  قال تعالى  : {   وَمَا   كَانَ   اللَّهُ   لِيُضِيعَ   إِيمَانَكُمْ   } أي  :  صلاتكم  إلى  بيت  المقدس .

وقال النبي e :  ((  الطهور  شطر  الإيمان  ))  أخرجه الإمام مسلم في الصحيح .

ومعنى : (( شطر الإيمان ))  أي  :  شطر   الصلاة  .

٢- إقامة  الصلاة  علامة   على  صدق  التوبة 

قال  تعالى  : {  فَإِنْ  تَابُوا  وَأَقَامُوا الصَّلاةَ  وَآتَوُا  الزَّكَاةَ  فَخَلُّوا  سَبِيلَهُمْ  } [6] 

فشرط  الله   تعالى   لترك   المشركين   وتخلية   سبيلهم  التوبة   ومن   ضمنها   إقامة   الصلاة   ومعنى    ذلك    أن   من   لم   يقم   الصلاة   فلا   تقبل   توبته   لأن   الله   تعالى   قيدها   بهذه   الثلاثة   القيود   فاختلال   أحدها   يدل   على   عدم   الصدق   في   التوبة   فلا   يُخلّى   سبيله

وفي   الآية   الأخرى   يقول   الله   تبارك   وتعالى   : {   فَإِنْ   تَابُوا   وَأَقَامُوا   الصَّلاةَ   وَآتَوُا   الزَّكَاةَ   فَإِخْوَانُكُمْ   فِي   الدِّينِ   }  [7] .

فإذا   اختلت   هذه   الثلاث   لم   يكن   أخانا   في   الدين   بل   هو   من    أعدائنا

فاتضح   بهذا   أن   الصلاة  من   التوبة   المشروطة   لسلامة   العبد   وكونه   من   المسلمين   المؤمنين   من   أهل   أخوة   الإيمان   والدين  وتركها   يخرجه   من   دائرة   المسلمين  ويخرجه   من  الأخوة  الإيمانية  .

٣-  الصلاة   ذكر  

قال  الله  تعالى : {  وَأَقِمِ   الصَّلاةَ   لِذِكْرِي } [8]  فحركات   الصلاة   من   قيام   وقعود   هي   لأمر   عظيم      فليست   مقصودة   لذاتها ، فإن   المنافق   يؤدي   نفس   الحركات  التي   يؤديها   المسلم   ولكن   لا   تقبل   صلاته   والسبب   أن  المؤمن   يقيم   الصلاة   ذكراً   لله   تعالى  قلبا  وجسدا  من  أجل  الله  .

والمنافق يقيمها جسدا فقطمن أجل الناس قال  تعالى : {  يُرَاؤُونَ  النَّاسَ  وَلا يَذْكُرُونَ   اللَّهَ   إِلَّا   قَلِيلاً   } [9] ومعلوم أن  شرائع الله  تعالى  إنما أقيمت وأُمر  بها من أجل إقامة  ذكر  الله تعالى قال   النبي e :  (( إنما  جعل  الطواف  بالبيت  وبين  الصفا  والمروة   ورمي  الجمار لإقامة  ذكر  الله  عز   وجل   ))  أخرجه الترمذي من حديث  عائشة   رضي  الله  عنها  وقال   حسن   صحيح  ، وأعل   بالوقف .

قلت   :  وله  حكم  الرفع   فإنه  لا  يقال  بالرأي  والاجتهاد .  

فإذا   فقد   الإنسان   روح   العبادة   وحقيقتها   فإنه   يؤدي   حركات   لا   ينتفع   بها   والدليل   أن   كثيرا  من    المصلين   يخرج   من   المسجد   ثم   يعص   الله   تعالى   بل   منهم  من   يصلي  وهو  متلبس  بالمعصية  ومنهم  من  يعصي  الله   وهو   في   أثناء   الصلاة   .

والله  تعالى  أخبر  أن الصلاة  تنهى عن  الفحشاء  والمنكر  فكل  معصية  لله  فهي  فحشاء ومنكر  سواء  كانت  باللسان  أو  بالجوارح  والإصرار عليها وعدم التوبة   يدل   على  عدم  تحقق  العبد  بحقيقة  صلاته  التي  صلاها  .

٤- الصلاة   بعمومها  طمأنينة   للنفس   وسكينة

   قال   الله  عز   وجل   : {  وَصَلِّ   عَلَيْهِمْ   إِنَّ صَلاتَكَ   سَكَنٌ   لَهُمْ   }  [10]

والصلاة  هنا   بمعنى  الدعاء   وطلب  الرحمة   للمؤمنين  .

فالصلاة   في   كل   أحوالها   طمأنينة   للنفس   وراحة   للقلب   كيف   لا   تكون   كذلك   وهي   معراج   القلب   إلى   الله   عز   وجل

والصلاة هي العبادة  الوحيدة التي  يتصل   فيها  العبد  برب  العالمين  مباشرة بنص كلام  النبي e قال  عليه  الصلاة  والسلام  :  ((   قال الله   عز   وجل   :   قسمت  الصلاة  بيني  وبين  عبدي  نصفين   ولعبدي  ما  سأل  فإذا  قال  العبد  :  {  الْحَمْدُ   لِلَّهِ   رَبِّ   الْعَالَمِين  } قال  الله :  حمدني  عبدي  ، وإذا   قال  : {  الرَّحْمَنِ   الرَّحِيمِ  }   قال   الله  :   أثنى  على  عبدي  ، وإذا   قال   : {  مَالِكِ   يَوْمِ   الدِّين  }  قال   الله  :  مجدني  عبدي  ، وقال  مرة   :  فوض  إلي  عبدي  ،  فإذا  قال  : {  إِيَّاكَ   نَعْبُدُ   وَإِيَّاكَ   نَسْتَعِينُ  }   قال  :  هذا   بيني   وبين   عبدي   ولعبدي   ما   سأل  ، فإذا   قال   :  {   اهْدِنَا   الصِّرَاطَ   الْمُسْتَقِيمَ   صِرَاطَ   الَّذِينَ   أَنْعَمْتَ   عَلَيْهِمْ   غَيْرِ   الْمَغْضُوبِ   عَلَيْهِمْ   وَلا   الضَّالِّين   }  قال   الله   :  هذا  لعبدي  ولعبدي  ما  سأل   )) .

والصلاة   اتصال   مباشر   بالله   تعالى   ومعراج   للقلب   إلى   الله   تعالى   ولذلك   ورد   عن   بعض   السلف   أنه   إذا   وقف   في   الصلاة   يستشعر   أنه   يطوف   بعرش   الرحمن   وأن   الجنة   عن   يمينه   والنار   عن   يساره   وأنه   ينظر   إلى   عرش   الرحمن   بارزاً .

 والصلاة   طمأنينة   وسكينة ، فالسكينة   سكون   النفس   وهدوءها   .

والسكينة   أيضاً   الملائكة   التي   تنزل   بالطمأنينة   على   قلوب   المؤمنين   وفي   هذا  قصة  عجيبة  حصلت  لأسيد   بن   الحضير   t   لما   قام   يصلي   وقرأ  آيات   من   سورة  البقرة   أو  آل  عمران  فنظر  بين  السماء  والأرض  فإذا  مثل  القناديل    المعلقة   فلما  توقف  عن   القراءة   صعدت   ولما   أصبح   أخبر   النبي   ﷺ   فقال   له   النبي  ﷺ   :  ((   تلك   السكينة   اقرأ   يا   ابن   الحضير   لو    قرأت   لنزلت   إلى   الأرض   وأصبح   الناس   يرونها لا   تختفي   عنهم   ))  متفق  عليه   ،  وذكر   أسيد   في  صحيح   مسلم  ،  وانظر   البخاري   برقم (٣٦١٤)  ومسلم     (٧٩٥)   و (٧٩٦)  .

فهؤلاء   المؤمنون   الصادقون   الذين   يصلّون   بقلوب   حاضرة   وتعرج   قلوبهم   وأرواحهم   إلى   الله   تعالى   تتنزل   عليهم   السكينة   وتتنزل   عليهم   الملائكة   التي   هي   علامة   الطمأنينة   والسكينة   بل   ويشاهدونها   بأبصارهم   كما   حصل لأسيد   بن   الحضير  .

  وعمران   بن   الحصين   t   كانت   الملائكة   تسلم   عليه   وتصافحه .

٥-   الصلاة   شكر

قال   الله   عز   وجل   : {  ذُرِّيَّةَ   مَنْ   حَمَلْنَا   مَعَ   نُوحٍ   إِنَّهُ   كَانَ   عَبْداً   شَكُوراً  } [11]

ورد   في   تفسيرها  :  أنه   عبد   شكور   لكثرة   صلاته   ، فدل   هذا   على   أن   كثرة   الصلاة   شكر   لله تعالى   .

ويدل   على   هذا   أن   النبي   e   لما   قام   حتى   تفطرت   قدماه   وقيل   له   : 

يا   رسول   الله تفعل   هذا   وقد   غفر   الله   لك   ما   تقدم   من   ذنبك   وما   تأخر    قال   :   ((   أفلا   أحب   أن   أكون   عبداً   شكورا   )) أخرجه  الإمام  البخاري  والإمام  مسلم  ، عن  أم  المؤمنين  عائشة  رضي  الله  عنها ، وعن  المغيرة  ابن شعبة  t .

وقال  الله  تعالى  :  {   اعْمَلُوا   آلَ   دَاوُدَ    شُكْراً   وَقَلِيلٌ   مِنْ   عِبَادِيَ   الشَّكُورُ   }  [12] فالعمل   هو   الشكر    وأعظمه   الصلاة .

٦- الصلاة   عون   للعبد   على   كل   ما   يحزنه   أو   يتعبه

 ولذلك أمر  الله  عز وجل  بالفزع  والاستعانة بالصلاة  قال  تعالى  : {   وَاسْتَعِينُوا   بِالصَّبْرِ   وَالصَّلاةِ   وَإِنَّهَا   لَكَبِيرَةٌ   إِلَّا   عَلَى   الْخَاشِعِينَ   }  [13]

  ويقول   عز   وجل   :  {   اسْتَعِينُوا   بِالصَّبْرِ    وَالصَّلاةِ   إِنَّ   اللَّهَ   مَعَ   الصَّابِرِينَ   }  [14]

 (( وقد كان  النبي  e  إذا  حزبه أمر  فزع  إلى  الصلاة  )) أخرجه أحمد والبخاري  في  التاريخ  الكبير   وغيرهما  عن  حذيفة  وله  طرق  وقد  حسنه  الحافظ  في  الفتح  وحسنه  شيخنا  في  صحيح  أبي  داود

وكان  يقول  e  لبلال  :   ((  أرحنا  بها   ))  أخرجه أبو داود  في السنن وصححه  شيخنا  في  صحيح  أبي  داود .

والمقصود  : أرحنا  بإقامة الصلاة   ، فإذا   تواردت   عليه   الهموم   فزع   إلى   الصلاة   عليه   الصلاة   والسلام    .

ولما   كسفت   الشمس   في   عهده   e   نادى   في   الناس   :   الصلاة   جامعة   وصلى   بهم   وقال   e  :  ((   إن   الشمس   والقمر   آيتان   من   آيات   الله    يخوف   الله   بها   عباده   فإذا   رأيتم   ذلك   فافزعوا   إلى   الصلاة   )) أخرجه  الإمام  البخاري في  صحيحه   وغيره  من  حديث  المغيرة  بن  شعبة  t .

وهذا   يعني   أن   الأمر   المخوف   يفزع   فيه   إلى   الصلاة   لأنها   عون   من   الله   للعبد   على   هذا   الأمر    المخوف   .

٧- الصلاة   مناجاة   لله   عز   وجل 

ولذلك قال النبي e  :  (( إذا  قام  العبد  في  صلاته  فإنه  يناجي  الله  فلا  يبصقن   أحدكم   في   قبلته  ولا   عن   يمينه   ولكن   عن   شماله   أو   تحت   قدمه   )) متفق  عليه  من حديث أنس  t .

أي  أن  الله  سبحانه  وتعالى  في  قبلة  العبد  كما   ورد   في   الحديث  الآخر  : (( إذا  وقف  العبد  يصلي  فإن   الله   ينصب   وجهه  لوجهه  )) أخرجه  الترمذي   من  حديث  الحارث  بن الحارث  الأشعري   وهو  حديث  صحيح .

فالظالم   هو   العبد   الذي   يظلم   نفسه   ويعرض   عن  ربه  فلا  يؤدي  حقه  قال   تعالى  : {  وَمَا   رَبُّكَ   بِظَلَّامٍ    لِلْعَبِيدِ  }   [15]  .

٨- الصلاة   قربة   وزلفى   إلى   الرب  سبحانه   وتعالى 

قال  الله  عز وجل : {   كَلَّا   لا   تُطِعْهُ   وَاسْجُدْ   وَاقْتَرِبْ  } [16] فالسجود اقتراب من  الله تعالى  ويدل على  هذا  قول   النبي  e  :  ((  أقرب ما  يكون  العبد  من   الله   وهو   ساجد  فاجتهدوا  في  الدعاء  فقمن  أن  يستجاب   لكم  )) أخرجه  الإمام  مسلم  في  صحيحه  من حديث  أبي  هريرة  t .

والسجود   من   أعظم   المواطن   التي   ترجى    فيها    استجابة    الدعاء وقد   كان    النبي e يكثر    في   سجوده    من   قول   :   ((   يا   مقلب   القلوب   ثبت   قلبي   على   دينك  ))   أخرجه أحمد  والترمذي  من  حديث   أنس   t   بإسناد   صحيح   على  شرط  مسلم .

فأعظم مطلوب أن يثبت الإنسان على دين الله حتى يلقى الله وهو راضٍ عنه .

 والعجيب أن الناس يشتكون   من   الأمراض   والفقر   وكثرة   الهموم   والمشاكل   وهم  يصلون  فلا  يحدث في حالهم تغير لأنهم يغفلون  عن  هذه  المسألة  وهي   كثرة  الدعاء  في  السجود  والاجتهاد  في  الدعاء  بل البعض  يتضايق عندما  يُطيل   الإمام   السجود    والله   المستعان  .

٩-   الصلاة   كفارات 

قال  الله  عز وجل  :  {  وَأَقِمِ   الصَّلاةَ   طَرَفَيِ  النَّهَارِ  وَزُلَفاً   مِنَ   اللَّيْلِ   إِنَّ    الْحَسَنَاتِ   يُذْهِبْنَ   السَّيِّئَاتِ   ذَلِكَ   ذِكْرَى   لِلذَّاكِرِينَ   }  [17] .

فبين   الله   تعالى   أن   الحسنات   يُذهبن   السيئات     فإذا   كانت   الحسنات   تذهب   السيئات   فإن   أعظم   الحسنات   بعد   التوحيد  الصلاة    .

وهذه   الآية   دليل   على   المواقيت   الخمسة   وإن   كانت   مجملة   وورد   التفصيل   في   سنة   النبي   e  .

 ويدل على أن  الصلاة  كفارة قول النبي e  :  (( الصلوات  الخمس  والجمعة  إلى  الجمعة ورمضان  إلى  رمضان  مكفرات  لما  بينهن  ما  اجتنبت  الكبائر  )) أخرجه  الإمام  مسلم  من  حديث  أبي  هريرة  t .

وقوله   e  :   ((  أنه   يغفر   للعبد  ما  بين  الصلاتين  ما   لم   تؤتى   كبيرة   وذلك   الدهر   كله   )) أخرجه  الإمام  مسلم   من  حديث   عثمان   t .

  فإذا   حفظ الله   العبد   من   الكبائر   فإن   الله   يغفر   بقية   الذنوب   بمحافظته   على   الصلوات   الخمس   قال   الله   عز وجل   :   {  إِنْ   تَجْتَنِبُوا   كَبَائِرَ   مَا   تُنْهَوْنَ   عَنْهُ   نُكَفِّرْ   عَنْكُمْ   سَيِّئَاتِكُمْ   } [18] .

١٠- الصلاة   عصمة   من   الشيطان

كما   قال   عليه الصلاة والسلام   : ((   إن   الشيطان   أيس   أن   يعبده   المصلون   في   جزيرة   العرب   … ))   الحديث أخرجه  الإمام  مسلم   من  حديث  جابر بن  عبد  الله   رضي  الله   عنهما   .

١١- الصلاة   نور 

كما   في   قوله   e  :  (( … والصلاة   نور   … ))   الحديث أخرجه  الإمام  مسلم  رحمه  الله   من  حديث  أبي  مالك  الأشعري   t .  

١٢-  الصلاة    شغل    عن    كل    ما    يلهي    عن    ذكر    الله   

لقوله   e   :   ((   إن    في   الصلاة   لشغلا   ))  أخرجه  الإمامان  البخاري  ومسلم  رحمهما  الله   في  الصحيحين   من  حديث   عبد  الله   بن  مسعود  t .

١٣- الصلاة   تحقن   دم   الإنسان

كما  في  قصة  الذي  قال   للنبي e  اعدل  يا   محمد ..  ولما  استأذنه  أحد   الصحابة  في  قتله  قال   e  : ((   لعله   يصلي …  ))  أخرجه  الإمامان   البخاري  ومسلم   رحمهما  الله   في  الصحيحين  من  حديث  أبي  سعيد  الخدري   t .

ولما   ذكر  النبي e  حكام  الجور  والظلم  قال أصحابه ألا  نقاتلهم  يا  رسول الله  قال  :   ((   لا   ما  صلوا … ))  أخرجه  الإمام  مسلم  – رحمه  الله – في  الصحيح  من  حديث  أم  المؤمنين   أم  سلمة   رضي  الله  عنها  .

١٤- الصلاة   ناهية   عن    الفحشاء   والمنكر

لقوله  تعالى   : {   إِنَّ  الصَّلاةَ  تَنْهَى  عَنِ  الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ   } [19] .  

١٥- الصلاة   أفضل   الأعمال  

حيث  سئل النبي e  أي العمل أفضل قال  :  ((   الصلاة   لوقتها   … )) أخرجه  الإمامان  البخاري  ومسلم  رضي  الله  عنهما  في  الصحيحين  من  حديث  عبدالله  ابن  مسعود  t .

١٦-  الصلاة   شعار    الأخوة    والمحبة   بين   المسلمين 

لقول  النبي e  عن  المملوك   : ((  مملوكك  كافيك  فإذا   صلى   فهو   أخوك  )) أخرجه  أحمد  وابن  ماجة  وفيه  فرقد  السبخي  ضعيف  وهو  رجل  صالح .

١٧- الصلاة   وصية   الله   لأفضل   خلقه

قال   تعالى   عن   عيسى   عبده   ورسوله   وكلمته   ألقاها   إلى    مريم    وروح    منه   : {    وَأَوْصَانِي   بِالصَّلاةِ   وَالزَّكَاةِ   مَا   دُمْتُ   حَيّاً   } [20] .

  وقال  لنبيه   وخليله   محمد e  :  {   وَأْمُرْ   أَهْلَكَ   بِالصَّلاةِ   وَاصْطَبِرْ   عَلَيْهَا  }  [21] .

  وقال   في   شأن   إسماعيل   عليه السلام  :  {   وَاذْكُرْ   فِي   الْكِتَابِ   إِسْمَاعِيلَ   إِنَّهُ   كَانَ   صَادِقَ   الْوَعْدِ   وَكَانَ    رَسُولاً   نَبِيّاً   *    وَكَانَ   يَأْمُرُ   أَهْلَهُ   بِالصَّلاةِ   وَالزَّكَاةِ   وَكَانَ   عِنْدَ   رَبِّهِ   مَرْضِيّاً   }  [22] .

وقال  تعالى  عن  إبراهيم  عليه الصلاة والسلام  أنه  قال  :  {   رَبِّ   اجْعَلْنِي   مُقِيمَ   الصَّلاةِ   وَمِنْ   ذُرِّيَّتِي   رَبَّنَا   وَتَقَبَّلْ   دُعَاءِ  }  [23] .

 وفي  سنة  النبي e  الكثير فمن ذلك  أن  النبي  e   لما  قام  في  ليلة  فزعاً  ويقول  :  (( لا   إله   إلا   الله   ماذا   أنزل   الليلة   من   الفتنة   وماذا   أنزل   من   الخزائن   من   يوقظ   صواحب   الحجرات   يا   رب   كاسية   في   الدنيا   عارية   يوم   القيامة   ))  أخرجه   البخاري   في   مواضع   ومنها   في   كتاب : الفتن   من  حديث  أم  المؤمنين   أم  سلمة  رضي   الله  عنها .

وإقامتهن  يعني  للصلاة  ففي  رواية  قال  :  (( يريد  أزواجه  حتى  يصلين  )) .

  وقوله e  في  وصيته  عند  موته   : (( الصلاةُ  ،  الصلاة وما  ملكت   أيمانكم   … )) الحديث روي   عن  جماعة  من  الصحابة  y منهم  علي  بن  أبي  طالب وأم  المؤمنين  أم  سلمة   وأنس   وابن  عمر  وجابر  في  المسند   وغيره   بأسانيد  صحيحة .

١٨-   الصلاة   عمل   الملائكة   الأبرار   والأنبياء   المصطفين   الأخيار   وعباد الله   المؤمنين   الأبرار 

قال   e : ((  مررت  على  موسى  وهو  يصلي  في  قبره  )) أخرجه  الإمام  مسلم  – رحمه  الله  – في  الصحيح  من  حديث  أنس   بن  مالك  t .

وقال   e  : ((   أحب  الصلاة  إلى  الله  صلاة   داود   ))  أخرجه  الإمامان  البخاري  ومسلم – رحمهما  الله – في  الصحيحين  من  حديث  عبدالله بن عمرو ابن  العاص  رضي  الله  عنهما .

وقال  e  : (( إنا  معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا  ونؤخر  سحورنا ونضع   أيماننا على شمائلنا في الصلاة  ))  أخرجه الطيالسي  وابن حبان والطبراني – رحمهم  الله  – من  حديث   عبدالله  بن  عباس  رضي  الله  عنهما ، وإسناده  صحيح   على  شرط  الإمام  البخاري  – رحمه  الله .

فأمروا  بالوقوف  خاشعين  فوضع  اليمنى  على  اليسرى  على  الصدر  في الصلاة   هدي   نبينا  e   وهدي   الأنبياء   عليهم   الصلاة والسلام   من   قبله  .

(( ولما  أسري  برسول  الله  e  من  المسجد  الحرام  إلى  المسجد  الأقصى  ثم  عرج   به   إلى   السماء   ثم   لما   رجع   صلى   بالأنبياء   إماماً   )) أخرجه  الإمام  مسلم  – رحمه   الله –  في  الصحيح ،  وهم   ولاشك   يصلون   بصلاته  .

وقال   عز وجل   في   شأن   أنبيائه   عليهم الصلاة والسلام  :   {  أُولَئِكَ   الَّذِينَ   أَنْعَمَ   اللَّهُ   عَلَيْهِمْ   مِنَ   النَّبِيِّينَ   مِنْ   ذُرِّيَّةِ   آدَمَ   وَمِمَّنْ   حَمَلْنَا   مَعَ    نُوحٍ   وَمِنْ   ذُرِّيَّةِ   إِبْرَاهِيمَ   وَإِسْرائيلَ   وَمِمَّنْ   هَدَيْنَا   وَاجْتَبَيْنَا   إِذَا   تُتْلَى   عَلَيْهِمْ   آيَاتُ   الرَّحْمَنِ   خَرُّوا   سُجَّداً   وَبُكِيّاً   } [24] .

وقال   في   شأن   أعدائه   وأعداء   رسله   وأنبيائه : {   فَخَلَفَ   مِنْ   بَعْدِهِمْ   خَلْفٌ   أَضَاعُوا   الصَّلاةَ   وَاتَّبَعُوا   الشَّهَوَاتِ   فَسَوْفَ   يَلْقَوْنَ   غَيّاً  } [25] نعوذ   بالله   من   الغيّ   ومن   عذاب   الله   ونقمته .

وقال   عز وجل   مخاطباً   مريم   : {   وَارْكَعِي   مَعَ الرَّاكِعِينَ    } [26] .

وقال  e  :  (( ألا  تصفون كما  تصف  الملائكة  عند  ربها ؟ ))  فقلنا  :  يا  رسول   الله  وكيف تصف  الملائكة عند ربها ؟ قال :  (( يتمون الصفوف الأوَلَ ويتراصّون   في   الصف   )) أخرجه  الإمام   مسلم   – رحمه  الله  – في  الصحيح   وغيره من  حديث  جابر  بن  سمرة   t .

وقال   e    :   ((   فُضّلنا   على   الناس   بثلاث   :   جعل   صفوفنا   كصفوف    الملائكة   … ))  الحديث  أخرجه  مسلم – رحمه  الله  – في  الصحيح  وغيره  من  حديث   حذيفة  بن  اليمان   t .

وقال   e  : ((  إذا  قال  الإمام  : {  غَيْرِ   الْمَغْضُوبِ   عَلَيْهِمْ   وَلا   الضَّالِّينَ   } فقولوا   :   {  آمين  }  فإنه  من  وافق  قولُه  قول  الملائكة  غُفر  له  ما  تقدم  من  ذنبه  )) أخرجه  الإمامان   البخاري  ومسلم – رحمهما  الله – من حديث أبي  هريرة  t .

وفي  رواية  للـبخـاري  :  (( إذا  قال  أحدكـم : {  آمين  } وقالت  الـملائكة  في  السمـاء {  آمين  }  فوافقت  إحداهما   الأخرى  غفر  له  ما  تقدم  من  ذنبه  ))

فهذه   الأحاديث   تدل   على   أن   الملائكة   عليهم الصلاة والسلام   يصلون   كما   يصلي   المسلمون   سواء   في   الوقت   أو   في   الكيفية   والهيئة .

ويقول   e  : ((   أطت   السماءُ   ويحقُّ   لها   أن   تئِطّ   والذي   نفسُ   محمدٍ   بيده   ما   فيها   موضعُ   شبر   إلا   وفيه    جبهةُ   ملك   ساجد   يسبح   الله   بحمده   ))   أخرجه   ابن   مردويه   عن   أنس   t  وهو  عند   الطحاوي   في   مشكل   الآثار   بإسناد   صحيح   على   شرط   مسلم   .

وهو عند  الطبراني  – رحمه الله –  في  المعجم  الكبير قال  :  بينما رسول الله e  في  أصحابه  إذ  قال  لهم  : ((  أتسمعون ما  أسمع ؟  ))  قالوا  : ما  نسمع  من  شيء قال :  ((  إني لأسمع أطيط  السماء  وما   تلام  أن   تئط  وما  فيها موضعُ    شِبْرٍ    إلا   وعليه   ملك  ساجدٌ   أو   قائم  )) .

١٩-   شهود  الملائكة  الصلاة  وشهادتهم  عند  ربهم  تعالى   للمصلين 

لقوله  e : ((   يتعاقبون   فيكم   ملائكة   …   ))

وهو  جزء  من  حديث  أخرجه   الإمامان   البخاري  ومسلم  – رحمهما  الله – من  حديث  أبي  هريرة  t .

٢٠- الصلاة   رفعة   للدرجات

لقوله   e   :   ((   واعلم   أنك   لن   تسجد   لله    سجدة   إلا   رفعك   الله   بها   درجة   )) جزء  من  حديث   أخرجه  الإمام  مسلم  – رحمه  الله – من  حديث  ثوبان t  مولى  رسول  الله  e  ، ومن  حديث  أبي  الدرداء   t .  

٢١-  وهي   سبب   لدخول   الجنة  

كما  في  حديث  كعب  بن   مالك  t لما  سأل   النبي e  مرافقته  في  الجنة  فقال  :   ((   فأعني   على   نفسك   بكثرة   السجود   )) أخرجه  الإمام  مسلم – رحمه  الله –  في  الصحيح  .

  وكما   في   قصة   بلال   t   وقد سبقت    .

٢٢-   من  الخيرية  في  الصلاة   ما   يتعلق  بالقرآن  فيها  والأذكار  الواردة   فيها   :

– فأما   القرآن   ففي   حديث   أبي   هريرة   t   عن   النبي   e    قال   الله   تعالى   :   ((   قسمت   الصلاة   بيني   وبين   عبدي   … ))    الحديث  وقد    سبق .

– وقوله   تعالى   :  {   وَقُرْآنَ  الْفَجْرِ  إِنَّ  قُرْآنَ  الْفَجْرِ كَانَ  مَشْهُوداً  }[27] وعبر   بالقرآن    عن    الصلاة    لأنه   أعظم   أركانها   القولية

– ومن   ذلك   التأمين   وقد   سبق   أن   من   وافق   تأمينه   تأمين   الملائكة   غفر   له   ما   تقدم   من   ذنبه  .

وأيضاً   قول   النبي e  :   ((  ما  حسدنا  اليهود   على   شيء   كما   حسدونا   على   التأمين   في   الصلاة   خلف   الإمام  ))   أخرجه  الإمام  أحمد  وابن  ماجه  – رحمهما  الله – والإمام  لبخاري  – رحمه   الله – في  الأدب  وصححه ابن  خزيمة – رحمه  الله  .

– ومن   ذلك   قول   : ((   الله   أكبر   كبيرا   والحمد   لله   كثيرا   وسبحان   الله   بكرة   وأصيلا   ))   كما   في   حديث   ابن   عمر   t  عند  الإمام   مسلم  – رحمه  الله – في  الصحيح .

– وقول  :   (( ربنا  لك  الحمد  حمداً  كثيراً  طيباً  مباركاً   فيه   ))  وابتدار  ثلاثين    ملكاً   لكتابتها ، أخرجه  الإمام  البخاري  – رحمه  الله – في  الصحيح  من  حديث  رفاعة بن رافع  الزرقي   t .

– ومن   ذلك   السجود   فيها   وقول   النبي   e    :   (( …   أقرب   ما   يكون   العبد   من   ربه   وهو    ساجد   ))  أخرجه  الإمام  مسلم – رحمه  الله  – في  الصحيح  من  حديث  أبي  هريرة  t .

٢٣ –  أنها  تسلم  النفس  من  الهلع  والجزع

قال  تعالى  : {   إن   الإنسان  خلق   هلوعا   *  إذا   مسه  الشر   جزوعا  *   وإذا   مسه   الخير   منوعا  *  إلا   المصلين   } [28]  فالصلاة   تحفظهم   من   هذه   الخلال   والخصال  المهلكة  [29] .


1- سورة المائدة الآية ( 6 ) .

2- سورة البقرة الآية (143) .

3- سورة النحل الآية (78) .

4- سورة مريم الآيات (86-87) .

5- سورة المدثر الآيات (42-48) .

6- سورة التوبة الآية (5) .

7- سورة التوبة الآية (11) .

8- سورة طه الآية (14) .

9- سورة النساء الآية (142) .

10- سورة التوبة الآية (103) .

11- سورة الإسراء الآية (3) .

12- سورة سبأ الآية (13) .

13- سورة البقرة الآية (45) .

14- سورة البقرة الآية (153) .

15- سورة فصلت الآية (46) .

16- سورة العلق الآية (19) .

17- سورة هود الآية (114) .

18- سورة النساء الآية (31) .

19- سورة العنكبوت الآية (45) .

20- سورة مريم الآية (31) .

21- سورة طه الآية (132) .

22- سورة مريم الآيات (54-55) .

23- سورة إبراهيم الآية (40) .

24- سورة مريم الآية (58) .

25- سورة مريم الآية (59) .

26- سورة آل عمران الآية (43) .

27- سورة الإسراء الآية (78) .

28- سورة المعارج الآيات (19-22) .

29- نقلا من تفسير سورة البقرة للمؤلف حفظه الله تفسير الآية (45) من سورة البقرة .