شروح الحديث

الحديث الأول

بسم  الله  الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين             وبعد

فهذه أحاديث منتقاه مع  تعليق عليها يسير غير  مطول ، نسأل  الله أن ينفعنا ومن يسمعها وجميع المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح  

الحديث الأول :

عن أبي هريرة t قال  :  قال  رسول  الله صلى الله عليه وسلم : ((  إن  الله  لا  ينظر  إلى أجسامكم ولا  إلى صوركم ولكن  ينظر  إلى قلوبكم ))  رواه مسلم

وفي رواية : (( إن الله  لا  ينظر  إلى أجسامكم  ولا  إلى  صوركم  ولكن  ينظر إلى قلوبكم  وأعمالكم  ))

وفي رواية أخرى : (( إن  الله لا  ينظر إلى صوركم ولا  إلى أموالكم  ولكن  ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))

وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ  } [1]

فالله  سبحانه  وتعالى  لا  ينظر  من  عباده  إلى  أجسامهم  ولا ينظر  إلى  أموالهم  ولا  ينظر  إلى أحسابهم وأنسابهم  ولا  إلى قبائلهم  وشعوبهم  وإنما  ينظر  إلى  أمرين :

– ينظر إلى قلوبهم  وبماذا  عمرت ؟ هل عمرت بتقوى  الله ومعرفة الله عز وجل والخضوع والإنابة إليه  سبحانه وتعالى .

– وينظر إلى  الأعمال الظاهرة  هل وافقت هذه المعاني التي في القلوب  أم  لا .

هذا  الذي  ينظر  إليه  سبحانه وتعالى من العبد  فيقبله  إذا كانت  هذه القلوب عامرة بالإخلاص والمحبة  لله والتعظيم والإجلال والخضوع  والذل  بين يديه سبحانه وتعالى .

وكذلك الجوارح إذا استسلمت لله وانقادت لما في القلوب من الخلال التي يحبها  الله عز وجل  من عباده  الذين خلقهم وأوجدهم  من  العدم  ورباهم بالنعم  وفرض  عليهم هذه الفرائض .

فالله سبحانه وتعالى إنما ينظر إلى هذا  ينظر  إلى حقيقة ما في القلوب والأعمال ولا  ينظر  إلى الألوان ولا إلى  الصور   هل هذا  جميل  أم  لا  هل هو أبيض أو أسود أو أحمر  ، الله لا يبالي  بهذا  ، خلقنا  من تراب والتراب لا يتفاضل  في  الجملة  وليس  هناك تفاضل إلا بما في القلوب  وأعمال الجوارح .

فعلى  المسلم  أن  يتبصر  وأن   يتفهم حقيقة   الأمر  وعندما   يقف بين  يدي  الله  عز وجل  على  ماذا  يدور  السؤال  وعلى  ماذا  تدور المحاسبة  بين  يدي  الله  عليه  أن  يصدق مع نفسه وينصح لها  ويتذكر  ويتأمل   قال  عز وجل : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ  *  يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ  }[2] .

يعني : تختبر  بما  فيها  بم  عُمرت ؟ 

هل  عُمرت بخشية  الله والخوف من  الله والتعظيم  لله والإجلال  وانقادت لهذه المعاني في قلوبها وأعمالها وجوارحها  أم  لا  ؟

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم  صلاح النية والعمل .

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى  آله وصحبه  أجمعين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- سورة الحجرات الآية (13) .

2- سورة الطارق الآيات (8-9) .