شروح الحديث
الحديث الخامس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد
الحديث الخامس :
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يُخيره من الحور العين ما شاء )) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن .
وهذا الحديث يدلنا على عظيم فضل الصبر واحتساب الأجر وكظم الغيظ وألا يبادر الإنسان إلى الانتصار عندما يغضب فإنه إذا غضب وانتصر فقد يجحف ويأخذ أكثر من حقه فإن أخذ أكثر من حقه فإنه يُحاسب يوم القيامة وربما دخل النار بسبب ذلك مع أنه قد يكون مظلوما في البداية ثم ينتصر فيزيد في الانتصار حتى يأخذ أكثر من حقه فيتسبب ذلك في دخول النار .
والمؤمن الذي يرجو ما عند الله ويخشى عقوبة الله يحتسب أجره عند الله ويصبر طلبا للأجر من الله حتى لو أُخذ من حقه أو تّعدي عليه في جسده أو في عرضه فإنه يحتسب أجره عند الله عز وجل .
فمن فعل ذلك بيقين أن الله سبحانه وتعالى يجازي المحسنين إحسانا ويزيدهم من فضله فإنه يوم القيامة يكون بأفضل الأحوال .
فإن الله عز وجل يوقفه على رؤوس الخلائق يوم القيامة يوم التغابن وهذا الإيقاف من باب رفعة منزلته أمام الناس بأن الله سبحانه وتعالى قد رضي عمله وأثابه بما يراه الخلائق من فضل الله وإحسانه : (( فيخيره من الحور العين ما شاء )) .
والحور العين : هن من خلقهن الله في الجنة طاهرات مطهرات فهؤلاء يخيره الله منهن ما شاء .
فما بالكم كيف يكون الجزاء ؟
كيف تكون الغبطة ؟
كيف تكون السعادة ؟
يتمنى كل من انتصر لنفسه في الدنيا يتمنى أنه لم يفعل وأنه احتسب أجره على الله حتى يحصل على هذه الفضيلة والمنزلة العالية عند الله عز وجل .
وما بين الإنسان وبين هذا الفضل العظيم إلا أن يصبر ويتصبر ويوقن بعظيم الأجر عند الله عز وجل ويحتسب الأجر عند الله والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
وفقنا الله وإياكم للصالحات واجتناب المحرمات ، ونسأله عز وجل أن يسهل لنا ولكم الدرجات العلى في الجنة والعمل لأجلها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .