ج/إذا قال : ( الله رشدك ) وهو يقصد الدعاء فلا بأس به ، بل هو مطلوب لأنه لا رشد لأحد إلا بإرشاد الله وتوفيقه .
وأما إذا قالها من باب الإخبار فهذا لا يجوز لأن هذا من أمر الغيب فما يدريه أن الله رشده ؟ قد يكون الله أضله
فإذا قال : ( الله رشدك ) يدعو له فلا بأس لأن الهداية هدايتان :
الأولى : هداية الإرشاد وهذه من الله ثم من الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن أهل العلم يرشدوا الإنسان إلى ما فيه صلاحه وخيره
فإذا قلت : ( الله أرشدك ) أي : هداك لما يصلح لك من باب الدعاء لأن الله يهدي يعني : يرشد قال تعالى : { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } [1] هداهم الله أي : علمهم طريق الخير وطريق الـشر
ويقول الله عز وجل عن الإنسان : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }[2] أي : علمناه سبيل الخير وسبيل الشر ليختار على بصيرة
فالهداية هنا هداية التعليم والإرشاد فإذا قلت : ( الله رشدك ) أي : الله هداك لما فيه الرشد فلا بأس به لأنه دعاء
الثانية : هداية التوفيق . وهذه لا يملكها إلا الله وهي توفيق القلوب وتسديدها وجبلها على الخير والصلاح لا يملك ذلك إلا الله