س261/شيخنا الفاضل أحسن الله إليك ، قول بعض الناس : [ ما يدوم على حال إلا الله ] فهل في هذه الكلمة محظور شرعي ؟

ج/ هذه   الكلمة   من   الباطل   الذي   درج   على   ألسنة   العوام   نتيجة   الجهل

وأصل  هذه  الكلمة من  اعتقادات  المعطلة  الذي  تطاولوا على الله وكذبوا عليه وكذبوا كلامه  ورسله عليهم الصلاة والسلام ولهم في ذلك ضلالات تتفاوت في السوء ومنها نفيهم  لصفات   الله   الاختيارية   المتعلقة   بمشيئته   تعالى   وتقدس  فينكرون   كلام  الله   وأفعاله

 

وهذه   الكلمة  التي   سألت   عنها   من   هذا   الباب  ففي   كتاب   الله   وسنة   رسوله   صلى الله عليه وسلم   واعتقاد  أهل   السنة  والجماعة   أن   الله  ليس   على  حال   واحد   لا   يغيرها   إذا  شاء  بل  هو  سبحانه  كما  وصف  نفسه  : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [1] فهو  يعز ويذل  ويخفض  ويرفع  ويحيي ويميت ويغني  ويفقر  ويصح  ويمرض وينزل في كل ليلة  إلى  سماء  الدنيا  حين  يبقى   ثلث  الليل الآخر  فينادي  عباده  هل من  سائل   فأعطيه  هل  من  مستغفر  فأغفر  له  … وهو يبسط يده بالنهار  ليتوب مسيء  الليل  ويبسط  يده   بالليل   ليتوب   مسيء   النهار  … والخ ما  ورد  في  الكتاب   والسنة   من  هذه   الأفعال  التي   يفعلها  سبحانه  متى  شاء  وكيف  شاء

 

فمن  قال  : ( ما  يبقى   على  حال   إلا الله  ) فهو   مكذب  إما  بجهل   وإلا   بعناد   وكفر  لكل  ما ورد  من  هذه   الأفعال  الثابتة  في  الكتاب  والسنة وأجمع  أهل السنة على  تلقيها   بالقبول   والتصديق   والإيمان   بذلك  كله   إيمانا  جازما   لا  يخالطه  شك   ولا  ريب

 

في  حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه  قال  : قام فينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم   بخمسِ كلماتٍ : قال : (( إنَّ اللهَ لا ينامُ  ولا ينبغي له أن ينامَ  ولكن يخفضُ القسطَ ويرفعُه  يُرفعُ إليه عملُ اللَّيلِ قبل عملِ النَّهارِ  وعملُ النَّهارِ قبلَ عملِ اللَّيلِ  حجابُه النُّورُ لو كشفها لأحرقت سبُحاتُ وجهِه ما انتهَى إليه بصرُه من خلقِه )) وقد  أخرجه  مسلم  في  صحيحه  وأحمد   وابن  ماجه  وابن خزيمة  في  كتاب  الوحيد  واللفظ   لابن  خزيمة

 

 

1- الرحمن الآية (29)