ج/هذا القول منكر عظيم يصل إلى الشرك والكفر الأكبر ؛ لأنه إن كان إخبارا عن الله فهذا قول على الله بغير علم وهو ذنب عظيم جعله الله في منزلة أعظم من الشرك ، فقال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [1] فرتب المحرمات من الأصغر إلى الأكبر وجعل أعظمها القول على الله بغير علم ، وأخبر سبحانه عن عدونا الشيطان بأنه : { إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }[2]
وإن كان هذا المتكلم يقصد نفسه وأنه راض عن ولده فعبر عن نفسه بهذه العبارة وهي قوله : ( حد الله راض عليك ) ويقصد نفسه فهذا والعياذ بالله إشراك بالله أكبر أن يعبر عن نفسه بأنه الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا )) [3] وفي حديث آخر : (( أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ )) [4]
وفي حديث ثالث : (( فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ )) [5]
نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابه
3- أخرجه ابن ماجه برقم (3970) طبعة بيت الأفكار الدولية