ج/ الدليل ما أخرجه الإمام البخاري – رحمه الله – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي ، فجاءته أمه فدعته فأبى أن يجيبها فقال : أجيبها أو أصلي ؟ ثم أتته فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فقالت امرأة : لأفتنن جريجاً فتعرضت له فكلمته فأبى فأتت راعياً فأمكنته من نفسها فولدت غلاماً فقالت : هو من جريج فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه ، فتوضأ وصلى ، ثم أتى الغلام فقال : من أبوك يا غلام ؟ قال : الراعي قالوا : نبني صومعتك من ذهب ، قال : لا ، إلا من طين )) [1]
ففيه أنه دعا بماء فتوضأ ولكن الغرة والتحجيل في الوضوء من خصائص هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وبه يعرف نبينا صلى الله عليه وسلم أمته يوم القيامة وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : (( لكم سيما ليست لأحدٍ غيركم )) [2]
وفي قصة جريج دليل على أن معاشرة أهل الفسق والفجور تمرض قلب المؤمن وتصيبه بالحسرة عندما يرى من يخالف أمر الله تعالى
وفيه أن رؤية أهل الفساد من البلاء لذلك دعت عليه أمه بأن يريه الله وجوه المومسات لأنها بلاء ، فكيف بمخالطتهم والتلبس بأعمالهم ؟
أجارنا الله وإياكم
وفيه أنه لابد من مدافعة أهل الباطل والفساد وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإلا فإن شرهم سيصل إلى غيرهم خاصة إذا كان الإنسان ممن لا يتمعّر وجهه لله تعالى