س579/من قدم في الوضوء غسل الوجه قبل المضمضة والاستنشاق هل يصح أن يُترخص له في مثل هذا ويُقال له أن وضوءك صحيح ؟ عملاً بقول من يقول بأن الترتيب في الآية ليس بواجب وعملاً بقول من يقول أن المضمضة والاستنشاق من سنن الوضوء وليست من فروضه وهو قول الجمهور ؟

ج/هذه  المسألة  وهي  تقديم  غسل  الوجه  على  المضمضة  والاستنشاق  ليست  من  باب  أن  الترتيب  حسب الآية  ليس  بواجب وليست  من  باب  أنها  من  سنن  الوضوء ولكنها  من  باب  العضو  الواحد  فإن  المضمضة  والاستنشاق  والاستنثار  وغسل  الوجه  تعتبر  عضوا واحدا متعدد الأجزاء فهي مثل  اليدين  والقدمين  والعضو  الواحد   يجوز  تقديم  بعضه  على  بعض قال  علي  رضي الله عنه : (( ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت ))[1]  لأنهما   عضو  واحد

ولكن  الأفضل  والأكمل  هو  اتباع  السنة  العملية  المتواترة في  البدء   بالمضمضة  والاستنشاق  والاستنثار  قبل  غسل  لوجه  .

وأما  قول  من  يقول  أن  المضمضة  والاستنشاق   والاستنثار   من  سنن  الوضوء  وليست  من  الواجبات  فهو   قول   غير   صحيح   مخالف   لما  صح  عن  النبي  صلى الله عليه وسلم  من  الأمر  بها والأمر  من  الله  ورسوله   يقتضي   الوجوب  والفرضية  فالصحيح   أنها  فرض   لا  يقبل  وضوء   من  تركها   عمدا   أو   سهوا .

وكذلك  ترتيب  الوضوء  حسب  آية  المائدة  فرض  لا  يقبل  الوضوء  إلا  حسب  الترتيب  الوارد  فيها  .

 

 

1- أخرجه الدارقطني (1/227) برقم (290) طبعة المعرفة