ج/أسماء الله عز وجل التي وردت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا شك أن الله علمنا هذه الأسماء لما فيها من المنافع وأعظم المنافع أن نعرف الله الذي خلقنا وأوجدنا وأمرنا بعبادته وإخلاص الأعمال إليه
ومما يجب علينا في أسماء الله وصفاته :
الأمر الأول : أن نؤمن بها بألفاظها التي وردت في الكتاب والسنة
والأمر الثاني : أن نؤمن بمعانيها اللائقة بالله عز وجل وأن نثبت لله تعالى الكمالات المطلقة التي دلت عليها وذلك في جميع أسمائه وصفاته وفي ذاته سبحانه وتعالى وأفعاله
والأمر الثالث : أن لا نحرفها عن معانيها التي تدل عليها ولا نصرف معانيها على حسب أهوائنا ونقول هذا يدل على كذا ولا يدل على كذا من عند أنفسنا ولكن بموجب ما دل عليه الكتاب والسنة وما قرره أهل السنة والجماعة
والأمر الرابع : أن لا نسمي بها غير الله ولا نصف غير الله بأسمائه أو نصف غير الله بصفات الله مثل ما كان أهل الجاهلية يسمون أصنامهم بأسماء الله تعالى أو يسمون غير الله بأسماء الله مثلما كان أهل اليمامة يسمون مسيلمة الكذاب ( الرحمن ) وهو كذاب
والأمر الخامس : أن لا نعطلها عن معانيها أو عن دلالاتها التي تدل عليها
والأمر السادس : أنه يجب علينا أن نذكر الله سبحانه بها ونثني على الله بها فإنها أسماء كاملة في ذاتها وفي معانيها وتدل على كمال الله عز وجل
وبالتالي فإن الله سبحانه يحب أن يمجد بها وأن يثنى عليه بها ولذلك أنزلها في كتابه وعلمها رسوله صلى الله عليه وسلم ليثني بها على الله تعالى
وأما أن نأتي بشيء من عندنا فنقول : أن هذا الاسم يدل على هذا المعنى من غير مستند من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن هذا من القول على الله بغير علم
والقول على الله بغير علم أمره خطير وبابه مفتاح شر عظيم ولذلك كان من أعظم أغراض الشيطان لإغواء الإنسان قال الله تعالى عن الشيطان : { إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } [1]
فإذا قلت : أن تكرار اسم الله ( السميع ) عشر مرات فيه شفاء للأذن ، فمن أين أتيت بهذا الكلام ؟ وهل عليه دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مثل هذا الكلام
بل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أمره لنا وتعليم رسوله صلى الله عليه وسلم أن نمجد الله بهذه الأسماء وأن نستشفي بها إذا أصابنا مرض
لكن أن نحدد طريقة أو كيفية أو عدد أو مكان أو زمان أو سبب لهذا الاسم أن نذكره بهذه الكيفية فلابد فيه من دليل
ومما يستدل به العلماء على حدوث البدعة – حتى وإن كانت مشروعة في الأصل – أن يخترع لها :
– سبب لم ينزل في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
– أو زمان لم يكن مبيّن في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
– أو عدد ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
– أو كيفية ليست في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
– أو مكان ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
– أو طريقة لم تكن في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فهذه الأسماء التي ذكرها هذا الإنسان بهذه الكيفية وأنها تؤدي إلى هذه النتيجة من الذي أخبره بهذا ؟
هذا متعلق بالله تعالى لا يمكن لتجاربنا أن تصل إليه ولو كان هذا حقاً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم فإن الناس كانوا يمرضون في عهده صلى الله عليه وسلم ويأتون إليه ويرقيهم بالأدعية والأذكار والدعاء وبأسماء الله تعالى وصفاته ولم يعلمهم أن يقولوا هذه الأسماء في هذه الأحوال بهذه الكيفية والطريقة
ولو كان هذا ينفع لعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فإنه أشفق الناس بأمته وأرحم الناس بهم فلم يترك خيراً إلا ودلهم عليه ولم يترك شراً إلا وحذرهم منه
ولو كان هذا ينفع لما احتجب علمه عن الأمة أربعة عشر قرناً ثم جاء رجل في آخر الزمان يدعي أنه قد علم ما لم يعلمه الأوائل لا يمكن هذا
بل هذا الكلام محدث وباطل هو من البدع والخرافات والخزعبلات التي لا يرفع الإنسان بها رأساً ولا يلتفت إليها بل يحذر الناس منها
فما أكثر دعاة الباطل ودعاة الظلال في هذا الزمان لا كثّر الله سوادهم