س21/ من هو الرسول ؟

ج/ الرسول : هو الذي يُوحى إليه بشريعة ويؤمر بتبليغها استقلالاً

أو أن يحكم بأصل شريعة من قبله ولكنه ناسخ لبعضها مثلما كان عيسى عليه السلام لشريعة موسى عليه السلام لأن اليهود قوم عتاة متعنتين فشدد الله عليهم في عهد موسى وفي عهد عيسى خفف الله عنهم قال تعالى : { وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ   عَلَيْكُمْ }[1]

وقد يأتي بشريعة مستقلة كما هو حال موسى عليه السلام وحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم  : (( … هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى … )) الحديث[2]

ومما ذكره شرّاح الحديث : أن ورقة بن نوفل قال : الذي أنزل على موسى ولم يقل على عيسى لأن عيسى لم يأتي بشريعة مستقلة استقلالاً تاماً عن شريعة موسى عليهما الصلاة السلام وإنما هو في الجملة تابع لموسى عليه السلام

وأما النبي : فهو يُوحى إليه ولكنه يحكم بشريعة الرسول الذي هو من أمته مثل أنبياء بني إسرائيل كانوا يحكمون بالتوراة

وأما قولهم : [ أن النبي من يُوحى إليه بشرع لا يؤمر بتبليغه ] فهذا غير صحيح بل معترض عليه فإذا كان العالم إذا كتم علماً يعلمه ألجمه الله بلجام من نار فكيف بالنبي يُوحى إليه بشرع فلا يبلغه ؟

فهذا آدم عليه الصلاة والسلام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه نبي ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا . فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ  وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ … )) [3]

فقول آدم ائتوا نوحاً فإنه أول رسول بعثه الله يدل على أنه ليس برسول بل هو نبي وله شريعة يعمل بها ويعمل بها أبناءه وكانوا عليها عشرة قرون كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري

فهم عشرة قرون على شريعة آدم حتى جاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن صراط الله المستقيم

فهذا مما يدل على خطأ من قال أن النبي يُوحى إليه بشرع ولا يؤمر بتبليغه

 

 

1- سورة آل عمران الآية (50)

2- أخرجه البخاري برقم (3)

3- برقم (4476)