س25/ما رأيكم في رجل يوهم الناس بأن الجمر بارد ثم يمشي عليه ؟

ج/ هذا ساحر مشعوذ يستعين بالشياطين

فإذا كان صادقاً يغسل جسده بماء معين كما وصفه ابن تيمية في قصته مع البطائحية ليزول ما قد تمسح به من زيت الضفادع وغيره ويقرأ آية الكرسي ثم يمشي عليه

قال شيخ الإسلام – قدس الله روحه – :  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، واشهد أن لا إله إلا الله رب السماوات والأرضين واشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين ، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم تسليما دائما إلى يوم الدين                                                            أما بعد :

فقد كتبت ما حضرني ذكره في المشهد الكبير بقصر الإمارة والميدان بحضرة الخلق من الأمراء والكتاب والعلماء والفقراء العامة وغيرهم في أمر ( البطائحية ) يوم السبت تاسع جمادى الأولى سنة خمس لتشوف الهمم إلى معرفة ذلك وحرص الناس على الاطلاع عليه

فإن من كان غائبا عن ذلك قد يسمع بعض أطراف الواقعة ومن شهدها فقد رأى وسمع ما رأى وسمع

ومن الحاضرين من سمع ورأى ما لم يسمع غيره ويره لانتشار هذه الواقعة العظيمة

ولما حصل بها من عز الدين وظهور كلمته العليا وقهر الناس على متابعة الكتاب والسنة وظهور زيف من خرج عن ذلك من أهل البدع المضلة  والأحوال الفاسدة والتلبيس على المسلمين

وقال : وقد تقدمت لي معهم وقائع متعددة بينت فيها لمن خاطبته منهم ومن غيرهم بعض ما فيهم من حق وباطل وأحوالهم التي يسمونها الإشارات

وتاب منهم جماعة وأدب منهم جماعة من شيوخهم وبينت صورة ما يظهرونه من المخاريق مثل : ملابسة النار والحيات وإظهار الدم واللاذن[1] والزعفران وماء الورد والعسل والسكر وغير ذلك وإن عامة ذلك عن حيل معروفة وأسباب مصنوعة

وأراد غير مرة منهم قوم إظهار ذلك فلما رأوا معارضتي لهم رجعوا ودخلوا على أن استرهم فأجبتهم إلى ذلك بشرط التوبة

حتى قال لي شيخ منهم في مجلس عام فيه جماعة كثيرة ببعض البساتين لما عارضتهم بأني أدخل معكم النار بعد أن نغتسل بما يذهب الحيلة ومن احترق كان مغلوباً  فلما رأوا الصدق امسكوا عن ذلك

وقال أيضاً : وقلت لهم في مجلس آخر  لما قالوا : تريد أن نظهر هذه الإشارات ؟

قلت : إن عملتموها بحضور من ليس من أهل الشأن – من الأعراب والفلاحين أو الأتراك أو العامة أو جمهور المتفقهة والمتفقرة والمتصوفة – لم يحسب لكم ذلك

فمن معه ذهب فليأت به إلى سوق الصـرف إلى عند الجهابذة الذين يعرفون الذهب الخالص من المغشوش ومن الصفر ولا يذهب إلى عند أهل الجهل  بذلك

فقالوا لي : لا نعمل هذا إلا أن تكون همتك معنا فقلت : همتي ليست معكم  بل أنا معارض لكم مانع لكم لأنكم تقصدون بذلك إبطال شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان لكم قدرة على إظهار ذلك فافعلوا فانقلبوا صاغرين[2] . انتهى المقصود باختصار

1- اللاذان واللاذانة من العلوك وقيل : هو دواء بالفارسية  وقيل : هو ندى يسقط على الغنم في بعض جزائر البحر . انظر : اللسان مادة  (( لذن ))

2- انظر مجموع الفتاوى (11/244 – 245)