ج/أسأل الله أن يشرح صدورنا جميعا للحق ويصرف عنا وساوس الشيطان
أحبابي الكرام :
ما يتعلق بالله العظيم وأسمائه وصفاته وأفعاله من الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه ، ولا يعلم الخلق من ذلك إلا ما أنزله في كتابه وأوحاه إلى رسله عليهم الصلاة والسلام ، ولا يمكن لبشر مهما بلغ من العلم والذكاء أن يصل إلى أقل من ذرة من هذا العلم إلا من طريق الوحي وقد جعل الله ذلك مدار امتحان الخلق في الدنيا وسبب نجاتهم أو هلاكهم فقال تعالى في آيات كثيرة في صفة المؤمنين المفلحين الفائزين بالجنة والناجين من النار : { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } [1] وأعظم الغيب ما يتعلق بالله تقدست أسماؤه وتعالت صفاته
وينبني على هذه العقيدة أن نقف مع الوحي في هذه المسألة فما أثبته أثبتناه وما نفاه نفيناه وما سكت عنه لزمنا السكوت عنه لأن كلامنا فيما سكت عنه قول على الله بغير علم بل ولا يجوز لنا أن نسترسل في التفكير فيه إذا عرض على تفكيرنا بل ننتهي ونقول ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ ، وَلْيَنْتَهِ ))[2] يعني : عن التفكير ، وفي رواية : (( فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ))[3]
لأن الاسترسال في التفكير لن يوصلك إلا إلى الحيرة وربما الشك والعياذ بالله وهذه قاعدة عامة في هذا الباب فريضة على كل مسلم ومسلمة ثم في هذه المسألة وهي النزول الإلهي إلى سماء الدنيا في كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر :
1- يجب أن نؤمن بذلك لأنه جاء من طريق الوحي بأصح الأسانيد في أصح كتب المسلمين ( صحيح البخاري ومسلم ) .
2- نعتقد ثبوت هذه الصفة لله تعالى كما وردت من غير تمثيل ولا تعطيل ومن غير تأويل ولا تحريف بل نثبتها على مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
3- نعتقد أن الله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [4]
4- نحجب كل الخواطر التي ترد على الذهن وتحاول أن تقارن ما يتعلق بالله بما تعرفه من أحوال الخلق .
نسأل الله أن يهدينا جميعا سواء السبيل ويصرف عنا كيد الشيطان ومكره .
2- أخرجه البخاري برقم (3276) طبعة بيت الأفكار الدولية