س319/ما حكم قول [ لا تفعل كذا حد الله راض عليك ]؟

ج/هذا  القول  منكر  عظيم  يصل  إلى  الشرك  والكفر   الأكبر  ؛ لأنه   إن  كان  إخبارا  عن  الله  فهذا  قول  على  الله  بغير  علم  وهو  ذنب  عظيم   جعله  الله   في  منزلة  أعظم  من  الشرك  ، فقال  تعالى  : {  قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [1] فرتب  المحرمات  من  الأصغر  إلى  الأكبر  وجعل  أعظمها  القول  على  الله  بغير  علم  ، وأخبر  سبحانه  عن  عدونا  الشيطان  بأنه  : {  إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }[2]

وإن  كان  هذا  المتكلم  يقصد  نفسه  وأنه  راض  عن  ولده  فعبر  عن  نفسه  بهذه  العبارة  وهي  قوله  : ( حد الله  راض  عليك  )  ويقصد  نفسه  فهذا  والعياذ   بالله   إشراك  بالله  أكبر  أن  يعبر  عن  نفسه  بأنه  الله  وصدق  رسول  الله  صلى الله عليه وسلم  : (( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا )) [3]  وفي  حديث  آخر : (( أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ )) [4]

وفي  حديث  ثالث  :  (( فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ )) [5]

نعوذ   بالله  من  سخطه  وأليم  عقابه

 

 

1- الأعراف الآية (33)

2- البقرة الآية (169)

3- أخرجه ابن ماجه برقم (3970) طبعة بيت الأفكار الدولية

4- أخرجه مسلم برقم (2988) طبعة دار المغني

5- أخرجه الترمذي برقم (2319) طبعة مكتبة المعارف