س347/ قلت في الخطبة : أن مشاركة الكفار في أعيادهم كفر لأن الأعياد من أعظم شعائر الدين والله قد حكم في كتابه بكفر اليهود والنصارى والذي يشاركهم في أعيادهم يقرهم على ذلك وكأنه رضي بالكفر فلعلي اخطأت في هذا الكلام ، فما توجيهك ؟

ج/ ما  كان  ينبغي  أنك  تجزم  بكفره   لأن  الناس  يتفاوتون  أما  إذا  كانت  مشاركته  لهم  عن  رضى  بالكفر  وشعائر   الكفر  فهذا  كافر  ولا  شك

ولكن  ليس  كل  من  شارك  الكفار  في   أعيادهم  يصبح  كافر   فليس  بينهما  تلازم   فقد  يشاركهم  ويكون  إما  جاهل  أو  متأول  أو  في  نظره  أنه  يراعي  المصالح  والمفاسد  فلها  احتمالات

فما  كان  ينبغي  أنك  تجزم  أن  من  يشارك  الكفار   في  أعيادهم   يصبح  كافر  فليس  لهذا  مستند  في  أقوال   أهل  العلم

ولكن  لو  قلت  أن  من  يرضى  بشعائر  الكفر  ويرضى  بالكفر  فلا  شك  أنه  كافر ولكن  مجرد  المشاركة  في  حد  ذاتها  ليست  كفر  إلا  بعد  أن تقوم  الحجة  والبيان  وتنتفي  الموانع  ،  فعندنا  موانع  تمنع   الجزم  بأنه  كافر  فإذا  انتفت  هذه  الموانع  فلها  باب  آخر  ، أما  بمجرد  المشاركة  تحكم  أنه  كافر  فهذا  خطأ  ولا  شك

فتثبت  عند كتابة  الخطبة  ،  ومثل  هذه  المسائل  الدقيقة  لابد   أن  تنقل  كلام  العلماء  كما  هو  وتقرأه كما  هو  ، والله المستعان

وعلى كل  حال  الله  يلهمك  الصواب  في  الخطب  وفي  غيرها