ج/ الله عز وجل قال في كتابه الكريم كما في سورة النحل : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [1]
فهذه الوسائل التي يتعلم الإنسان من خلالها [ السمع والبصر والفؤاد ]
وإذا مشى الإنسان في هذه الدنيا كما شرع له فإنه يتعلم { أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }[2] فهذه فيها آيات وعبر
والإنسان في حياته يسير في هذه الحياة ويتعلم من أحداثها وما يعرض له فيها ومن مكابدته في هذه الحياة يتعلم ويستفيد
فإذا كان هذا المقصود بقولهم [ علمتني الحياة ] الذي أشار الله إليه في القرآن فهذا لا بأس به لأن الإنسان يتعلم سواء بالنظر في مخلوقات الله والتدبر فيها كما أمر الله عز وجل أو بما يمر عليه في هذه الدنيا من المكابدة والمعاناة والتعامل فيها يتعلم أيضا ويستفيد وكثير من المخترعات التي اخترعها الإنسان إنما كانت نتيجة مكابدته للحياة ومعاناته فيها فاخترع ما يسهل عليه أمر الحياة كالسيارات والطائرات
فهذا مما تعلمه الإنسان من حياته في هذه الدنيا وتعامله مع ما حوله في هذه الدنيا
إذا كان هذا هو المقصود بقولهم : [ علمتني الحياة ] فهذا ما فيه بأس
أما إذا كانوا يقصدون شيء آخر فما ندري ، الله أعلم
هل يقصدوا العلم أنهم ينسبوه إلى غير الله وأن أصل العلم من عند غير الله فهذا لا شك أنه قول عظيم وجرأة على الله عز وجل ولو قيل أن هذا من الشرك بالله لما كان بعيدا والله المستعان