ج/ الجن ذكر الله عز وجل في القرآن أنهم موجودون وأن الله سبحانه وتعالى خالقهم وأنهم مكلفون مثل الإنس
والجن هم ذرية إبليس وبالتالي فالجن موجودون بنص القرآن وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة
وفيهم سحرة وفيهم مردة وفيهم عفاريت وهؤلاء يختلفون باختلاف قوتهم وشدتهم وقدراتهم
ومنهم المؤمنون فيهم من آمن وصدق المرسلين في سورة الأحقاف { إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}[1] فمعنى ذلك أن بعض الجن يؤمنون بالأنبياء السابقين
ومنهم من أسلم وآمن برسولنا صلى الله عليه وسلم كما أخبر الله عنهم في سورة الجن
ومنهم من بقي على كفره وضلاله وإضلاله فهم أقسام وأنواع
وأعطاهم الله القدرة على التشكل بصور مختلفة وبالتالي فلا يستبعد إذا كان ما قرأه السائل صحيح ما يستبعد أن يكون هؤلاء من الجن يتشكلون للناس من باب الإخافة وإفزاع الناس هذا عمل الشياطين والجن
وهم يختلفون أيضا باختلاف القوى كما ذكرنا فمنهم ذو القوة الشديد كما في قصة العفريت الذي عرض على سليمان أن يأتيه بعرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه كما في سورة النمل
ومنهم غير ذلك ومنهم من يمشي ويتشكل في أشكال الناس وغيرهم
فأما الغيلان فقد ورد في ذكرهم حديث ولكنه حديث ضعيف جدا في إسناده رجل غير موثوق وليس في السنة عن الغيلان إلا هذا
ولكن الجن بصفة عامة ذكرهم الله في القرآن فنؤمن بوجودهم وأنهم مكلفون مثل الإنس وأنهم يتشكلون في أشكال مختلفة وأنهم قد يظهرون لبعض الناس فيرونهم
وفيهم سحرة يتعاطون السحر كما ذكر الله عنهم في سورة البقرة { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}[2] فهؤلاء سحرة من الجن
المقصود أنهم طوائف يختلف بعضهم عن بعض بأمور كثيرة منها القوى الجسمانية التي ميز الله بعضهم عن بعض فيها
ومنها القدرات فمنهم من يسترق السمع يصعد بعضهم على بعض حتى يصلون إلى مكان يسترقون السمع
ولكن الله سبحانه وتعالى سلط عليهم الشهب فينطلق الشهاب فإن أصابهم قبل أن يصلوا إلى الكاهن أحرقهم
وإن وصلوا إلى الكاهن قبل أن يصل إليهم الشهاب يقرقرون في سمعه ما سمعوا من الملائكة فيزيدون عليها ألف كذبة
العجيب أن الناس ينسون ألف كذبة ويصدقون واحدة ويقولون قالوا يوم كذا كذا
المقصود أن الجن ذكرهم الله في القرآن وذكر أنهم يختلفون بعضهم عن بعض وأنهم يتفاوتون في القدرات والقوى والإمكانيات حسب ما خلق الله كل صنف منهم
ومنهم مؤمنون ويصلون مع المسلمين من الإنس ومنهم من يحضر حلقات العلم ويطلب العلم يتفاوتون على كل حال
فأما الغيلان فلم يرد في ذكرهم لا آية ولا حديث والحديث الذي ورد في ذكرهم حديث ضعيف لا يحتج به بل هو ضعيف جدا جدا جدا