ج / القياس هنا مع الفارق فإن بين المذي والمني فوارق كبيرة :
منها : أن المذي يخرج عند تحرك الشهوة وقبل الإيلاج ولذلك يخرج حتى ولو لم يحصل جماع ، وبعض الرجال يكثر عنده جدا فلو أمر الله بالغسل منه لكان في ذلك حرج شديد ومشقة بالغة ومن ذلك قصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كنت رجلا مذاءً[1] فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم – أو ذُكر له – فقال لي : (( لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك ، وتوضأ وضوءك للصلاة فإذا فضخت الماء فاغتسل ))[2]
وفي رواية : كنت رجلاً مذاءً فأمرت رجلاً أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته ، فسأل فقال : (( توضأ واغسْل ذكرك )) [3] وفي رواية قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لِيَغْسِلْ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ[4] )) [5]
وأما المني فلا يخرج إلا عند اشداد الشهوة وحصول الإيلاج غالبا والمني يوجب الغسل الكامل وخروج المني يحصل للجسد بعده فتور والغسل يجدد حيويته ونشاطه ، والمذي ليس كذلك والمني يكون منه الولد والمذي ليس كذلك
وهناك فروق في ماهية كل منهما عن الآخر وفي خروج كل منهما :
فالمني يخرج من الصلب والترائب والمذي خروجه من الخصيتين فلهذه الفروق وغيرها اختلف حكم كل منهما عن الآخر ، وحفظكم الله .