ج/أما كون جبريل عليه السلام مكتوب على جبهته [ لا إله إلا الله ] فلا أعلم
وأما أن أجنحته يتساقط منها الدر والياقوت فهذا ثابت في الحديث الصحيح فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (( رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ ))[1]
وعلى ذكر هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى جبريل عليه الصلاة والسلام على صورته التي خلقه الله عليها إلا مرتين :
– مرة في جِيَادٍ له ست مائة جناح قد سد الأفق
– والثانية عند سدرة المنتهى عندما عرج به إلى السماء ووقف جبريل عليه السلام في مقامه قال تعالى : { وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ } [2]
وكان على هيئته التي خلقه الله عليها له ست مائة جناح قال الله تعالى : { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [3]
وفي قوله تعالى : { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } [4] أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : (( رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ سَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ ))[5]
وهو الذي يقف عليه جبريل عليه الصلاة والسلام لا يستطيع أحد أن يصفه من عظمته وجلاله وجماله
وعن عظمة الملائكة أخرج أبو داود – رحمه الله – في سننه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ ))[6]
وفي رواية : (( خَفْقَ الطَّيْرُ ))
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ولفظه : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أُذِنَ لِي أنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ رِجْلاهُ في الأَرْضِ السُّفْلى وعلى قَرْنِهِ العَرْشُ وَبَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ وعاتِقِهِ خَفَقانُ الطَّيْرِ سَبْعَمائَةِ عامٍ يقولُ ذلكَ المَلَكُ : سُبْحانَكَ حَيْثُ كُنْتَ ))[7]