ج/ لا يكون له أجر الصحبة لأن الصحبة انتهت بموت النبي صلى الله عليه وسلم
وتعريف الصحابي عند العلماء : هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك وسواءً كان الإيمان به حقيقةً أو حكماً
والفرق بين الحقيقة والحكم :
– أن يكون في ذلك الوقت الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيه عاقلاً مميزاً فهذا هو الصحابي حقيقةً
– وحكماً كأن يُولد في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما فإن الطفل في مثل هذا السن يُلحق بأبويه فهو في هذا السن مؤمن حكماً لا حقيقةً لأنه ليس بمدرك ولا مميز ولا يعلم عن تلك الفترة شيئاً فقد ولد في طريقهم إلى حجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم مات بعد الحج بثلاثة أشهر وأيام
ومثل : محمود بن الربيع بن سراقة صحابي صغير وجُلّ روايته عن الصحابة
قال الذهبي في الكاشف : له رؤية وروى عن عِتبان بن مالك وعبادة وعنه مكحول والزهري مات سنة 99هـ[1]
وقال المزي في تهذيب الكمال : عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهه من دلو من بئر كانت في دارهم وهو بن أربع سنين أو خمس سنين وكان ختن . انتهى[2]
وقلنا يُلحق بأبويه – سواءً كانا مؤمنين أو كافرين – لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا قوماً من الكافرين فإنه يأسر نساءهم وأطفالهم ويسترقهم دون تفريق بين الأطفال والرجال لأن الأطفال لهم حكم آبائهم
ولما سُئل عن القوم يبيتون وفيهم النساء والذرية كما في حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال : سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الذَّرَارِيِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ فَيُصِيبُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ . فَقَالَ : (( هُمْ مِنْهُمْ )) [3] أي لهم حكمهم
وعلى ذلك فإن الذين ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم وماتوا على الرّدة – نعوذ بالله من ذلك -فإنهم ليسوا صحابة
وكذلك من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار ومات على الكفر فلا يسمى صحابي
ومن أسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه قبل موته في حال كفره فلا يسمى صحابي
1- انظر تقريب التهذيب صــ582ـــ مجموعاً إلى كاشف الذهبي / بيت الأفكار الدولية