ج/عذاب القبر ونعيمه من العقائد الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ولم ينكره إلا بعض طوائف أهل البدع الزائغة عن الحق الذي أنزله الله على رسوله والأدلة من الكتاب والسنة كثيرة جدا ، ونكتفي بما يدل على المقصود لمن نور الله بصيرته فأما من طمس الله بصيرته فلن يقتنع ولو نزل عليه ملك من السماء ومعه كتاب من الله ؛ لأن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور
– الدليل الأول : قول الله تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}[1] فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها في سؤال القبر ونعيمه أو عذابه كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بأسانيد صحيحة
– الدليل الثاني : قول الله تعالى في شأن آل فرعون : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }[2] ومعلوم أن عرضهم على النار قبل يوم القيامة إنما يكون في أثناء حياة البرزخ وهم في القبور
وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به رأى عذاب أكلة الربا في القبور فرآهم وقد وضعوا في طريق آل فرعون وقد ضخمت بطونهم حتى كانت كالبيوت وملئت حجارة فيقدم آل فرعون وهم كالأبل الهيم من شدة العطش والعذاب فيدوسون أكلة الربا في قدومهم إلى العرض على النار وفي رجوعهم منها
– الدليل الثالث : ما في الصحيح من حديث عائشة في قصة اليهودية التي قالت لعائشة أعاذكِ الله من عذاب القبر فأنكرت عليها أم المؤمنين ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بما قالت اليهودية فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن عذاب القبر حق فاستعيذوا بالله من عذاب القبر )) أو كما قال .
ومن الأدلة أمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي أن يتعوذ بالله بعد التشهد من أربع ومنها التعوذ بالله من عذاب القبر .
وأجمع المسلمون من الصحابة ومن بعدهم على أن سؤال القبر ونعيمه أو عذابه حق ثابت بالكتاب والسنة ، نعوذ بالله من عذاب القبر