ج/قال صلى الله عليه وسلم : (( لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا ))[1]
فكيف إذا امتلأ من الكفر بالقرآن وبالنبي صلى الله عليه وسلم وامتلأت باتهام أمهات المؤمنين وسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وإذا كان من أتى عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتاه ولم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما فكيف وهذه القنوات تدعي أن الأئمة يعلمون الغيب ويدبرون العالم وأنه ﻻ يبلغ منزلتهم نبي مرسل ولا ملك مقرب
فهذه القنوات ﻻ يحل لمسلم يؤمن بالله وباليوم اﻵخر أن يشاهدها أو يستمع إليها إﻻ رجل قد رسخت قدمه في معرفة الحق وأطلعه الله على خفايا كفرهم وباطلهم فيتجرد محتسبا لكشف هذا الباطل ومحقه بصواعق اﻵيات والسنن
ولكن الحمق داء ليس له دواء فهؤلاء العوام قد أصيبوا بداء الجهل والغرور والعجب ومن سقط في تلك المهاوي ﻻ ترجى سلامته إﻻ أن يتداركه الله وحتى يسلم فعليه أن يتهم نفسه وقدراته فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
فعلى السائل أن يستمر في محاولة استنقاذهم فهم غرقى والمسلم إذا رأى غريقا قد أحيط به فلا يتخلى عنه بحجة أنه ﻻ يقبل المساعدة فقد أعماه ما هو فيه عن سلوك سبيل نجاته وقبول المساعدة ممن يحاول استنقاذه
وهؤلاء القرابة في خطر أعظم من خطر الغرق أو الحرق فليجتهد وﻻ ييأس ولو اتهموه بالتشدد أو التزمت أو التطرف أو التقوقع فكل ذلك يسير وسهل إذا أنقذهم وسيعلمون أي جناية جنوا على أنفسهم إن استمروا والله المستعان
اللهم ﻻ تكلنا إلى أنفسنا فنهلك وﻻ تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
وقال الله تعالى : { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [2]
سبحان الله في أربيل في شمال العراق حيث الأحزاب العلمانية الكردية هي الحاكمة وتعاونهم مع الرافضة ضد أهل السنة مما فاقم مصائب أهل السنة في تلك الديار يقام معرض للكتاب في أيام سبقت وتأتينا البشائر من هناك بأن أكثر الكتب التي تباع في المعرض كتب شيخ اﻹسلام ابن تيمية الذي حطم مذهب الرافضة ونسف قواعده وقوض أركانه فالحمد لله كثيرا
فاللهم ﻻ تجعلنا ممن زهدت فيه فاستبدلته بغيره اللهم تول أمرنا وأحسن خلاصنا وبصرنا بسبيل نجاتنا ولا تجعل الحق ملتبسا علينا فنضل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد
وبالمقابل في بلادنا بلاد نزول الوحي ودعوة التوحيد ومحاربة الشرك والبدع وبلد العلماء الراسخين الذين تحسدنا بقاع اﻷرض كلها على أقلهم وليس فيهم قليل يكب الجهلة والحمقى من قومنا على قنوات الرفض الشركية المعادية لله ولرسوله ولأمهات المؤمنين وصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم ويعرضون عن علمائهم ألا يُخشى أن يكون هذا بداية الاستبدال
دخل رجل مبتدع في مجلس اﻹمام محمد بن سيرين إمام التابعين فقال : يا إمام اسمع مني آية من كتاب الله ؟ قال ابن سيرين : وﻻ آية . قال : فأسمعني آية . قال ابن سيرين : وﻻ آية . قال : اسمع مني حديثا من حديث رسول الله ؟ فقال اﻹمام : وﻻ حديث . فقال : أسمعني حديثا من حديث رسول الله . قال : وﻻ حديث ، وإن لم تخرج من المجلس خرجت .
فقال الحاضرون للرجل : أتخرج الرجل من بيته أخرج ، فخرج ثم سألوا اﻹمام : يا إمام رجل طلب أن تسمع منه آية أو حديثا أو تسمعه آية أو حديثا ؟ فقال : إني خشيت أن أسمع منه كلمة فيقع الزيغ في قلبي فأهلك .
وكان اﻹمام أحمد إذا مر بنصراني يغمض عينيه ويقول إنهم سبوا الله عز وجل فسبحان الله هل يستوي الذين يعلمون والذين ﻻ يعلمون
1- أخرجه ابن ماجة برقم (3759) وهذا لفظه طبعة بيت الأفكار – وأخرجه البخاري برقم (6155) طبعة بيت الأفكار الدولية – ومسلم برقم (2257) طبعة دار المغني