ج/ هذه المقولة إذا كان المقصود منها حصر الهم والسعي في الدنيا لأجل تحصيل ملاذِّها العاجلة فهذا خطأ ولا يجوز اعتقاده
فكل مخلوق يسعى للغاية التي خلقه الله تعالى من أجلها إلا فاسق الجن والإنس فإنهما في غفلة عن هذا قال تعالى : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } [1]
وقال صلى الله عليه وسلم : (( حُبِّبَ إِلَىَّ مِنَ الدنيا النِّسَاءُ وَالطِّيبَ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيني في الصلاةِ ))[2]
ففرق صلى الله عليه وسلم بين ما يحب من أمور الدنيا وملاذِّها وبين الغاية التي خُلق من أجلها وهي العبادة
2- أخرجه الإمام أحمد (3/128 – الطبعة القديمة ) . والحاكم (2/174)