ج/ ليس لأحد حجة في القدر كمن يترك الأوامر ويقول : إن الله قدر عليّ ذلك ومن احتج بذلك فقد شابه إبليس قال الله تعالى : { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }[1]
فاحتج بقدر الله على عصيانه لله تعالى ولذلك لم ينفع إبليس ذلك القول بل استحق به لعنة الله تعالى إلى يوم القيامة
والمقادير التي قدرها الله تعالى على العبد ليس له فيها حجة لأن العبد متعبد بالشرع فيمتثل الأمر ويجتنب النهي
وأما القدر الكوني فإنه يؤمن به ولا يحتج به فالأوامر كقوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }[2]
والنواهي كقوله تعالى : { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً }[3]
والقدر قال تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }[4]
وقال صلى الله عليه وسلم في الإيمان : (( … وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ … )) [5] أي من الله خلقاً وتدبيراً