س145/لماذا ﻻ يتكلم العلماء عما حصل بين الصحابة رضي الله عنهم في دروس ولقاءات ليردوا على من يشوش على المسلمين ؟
ج/من أساسيات معتقد أهل السنة والجماعة الكف عما شجر بين أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وتوليهم جميعاً ومحبتهم والترحم عليهم امتثالاً لقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [1] وقوله سبحانه وتعالى : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [2] وقوله صلى الله عليه وسلم : (( مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ )) [3] ولما سئل عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد – رحمه الله – عما شجر بين الصحابة قال : (( تلك دماء طهر الله منها يدي فلا أحب أن أخضب بها لساني ))[4] ثم تلا الآية السابقة
السائل /وهل في مسألة عدم الخوض فيما شجر بين الصحابة إجماع ؟
ج/المهم أن كل من ألف في بيان معتقد أهل السنة والجماعة سواء كان تأليفاً عاماً أو خاصاً إﻻ ذكر أن من أصول مذهب أهل السنة والجماعة تولي جميع أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم
وقد نقل الإجماع على ذلك كثير من العلماء
3- أخرجه الترمذي برقم 2317) طبعة مكتبة المعارف
4- أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/114) طبعة دار الكتاب العربي