ج/ الحكمة التعبد لله عز وجل بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم فرق بين لحم الغنم ولحم الإبل ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِر بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم : أَتَوَضَّأُ مِنْ لُـحُومِ الْغَنَمِ ؟ قَالَ : (( إِنْ شِئْتَ )) . قَالَ : أَتَوَضّأُ مِنْ لُـحُومِ الإِبِلِ ؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) [1]
فهذا الأصل أنه تعبد لله بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم لو ظهرت للناس حكمة أو فائدة فالحمد لله نور على نور وإن لم تظهر لهم حكمة فالله عليم حكيم لا يشرع لعباده إلا ما فيه الحكم البالغة
ومن الحكم البالغة أنه فرق بين لحوم الإبل ولحوم الغنم وغيرها فلحوم الإبل يتوضأ منها وغيرها لا يتوضأ منها ، وهذه أعظم الحكم أن تطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فإن ظهرت لنا فائدة وحكمة فالحمد لله وإن لم تظهر فيكفي أنا نتعبد لله بطاعته وطاعة وسوله صلى الله عليه وسلم ثم لو قيل – ولا أقول أن هذه هي الحكمة التي شرع من أجلها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الإبل قد خلقت من شيطان وأن على ذروة سنام كل بعير منها شيطان وبالتالي فالشيطان خلق من النار والماء يطفئ النار فلو قيل أنه أمر بالوضوء من لحومها لإطفاء غلوة الشيطان وصفة الكبر والخيلاء ولذلك ورد أن الكبر والخيلاء في أهل الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم فلو قيل بهذا فلا مانع لكونه ورد شيء يدل على هذا وإن لم تكن هي الحكمة الأكمل والأتم فإن الحكمة الأكمل والأتم هي التعبد لله بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم